صور ــ آمال خليلالشلل النصفي هو ما سبّبه الصيد بالكومبراسور للصياد سمير عربية (42 عاماً) قبل أيام. لعل الحادثة تدحض مبررات القرار الذي أصدره وزير الزراعة إلياس سكاف بترخيص استخدام هذه الوسيلة الخطرة، وخصوصاً لمن لا يعرف كيف يستخدمها، والتي يستعين بها الصياد للتنفّس خلال غطسه ليلاً بينما يصطاد الأسماك بالبندقية. وكان قد أصيب بما يصطلح عليه الصيادون بالنقطة أو اخضرار الجسم، بينما كان يغطس في بحر صور للصيد بالبندقية مستخدماً الكمبراسور لكنه تعرّض لضيق في التنفس واختلال في ضغط الدم ما أدّى إلى تشنج عضلاته.
سمير، بدأ الخضوع لجلسات علاج فيزيائي مكثفة لقدميه في محاولة لتجنب إصابته بالشلل التام الذي أقعد أخاه محمود قبل 12 عاماً في حادثة مماثلة، لذا، فإنه وزوجته وأطفاله الخمسة الذين تراوح أعمارهم بين 13 عاماً وستة أشهر، يخشون أن تكون هذه الحادثة هي القاضية بعدما انقضت الحوادث البحرية و«الكمبراسورية» السابقة على خير أو بأضرار محدودة، علماً أن مبرر ترخيص «الكومبراسور» كان لصيادي الإسفنج، وإذ انقرض هذا الأخير من بحر صور تماماً قبل 15 عاماً بسبب الصيد بالديناميت والبندقية والشباك الكبيرة، بقي الغطس والبندقية مخالفين لقانون الصيد البحري، وخصوصاً في ظل «العرف» الذي تعتمده وزارة الزراعة بإعطاء رخص «كومبراسور» صالحة لعام كامل، يُسمح بتجديدها لدى انتهاء مدتها، لقاء مبلغ خمسة آلاف ليرة. فيما القانون يسمح بمنح الرخصة لكل صياد مرة واحدة كل ثلاث سنوات خلال موسم اصطياد الإسفنج الذي يدوم ثلاثة أشهر في
السنة.
في المقابل، نفى نقيب الصيادين في صور خليل طه ما كان قد قاله صيّادون في صيدا الأسبوع الماضي، عن أن الكمبراسور لا يضر الثروة السمكية، كاشفاً عن أن ترخيصه «يسهّل استخدام الديناميت سراً، لأن مفرزة الشواطئ التي لا تراقب سوى السواحل لا يمكنها رؤية ماذا يفعلون تحت عمق البحر». ودعا طه وزير الزراعة إلى «القيام بجولة على موانئ الصيادين للوقوف على حاجاتهم». وذكّر طه بأن نقباء الصيادين في لبنان الذين كانوا قد «اجتمعوا مع وزير الزراعة السابق طلال الساحلي قبل مغادرته الوزارة اتفقوا على استصدار قانون جديد يمنع استخدام الشباك الضيقة، إلّا أن ذلك لم يُنفّذ».