البقاع ــ رامح حمية يركل أحمد، وهو موظف حكومي، باب سيارته باستياء عارم، بعدما انزلقت واصطدمت بقاعدة أحد أعمدة الكهرباء المنتشرة على طريق عام الفرزل ــــ زحلة. خسائر الموظف اقتصرت على الدولاب و«الجنط»، لكن الاستياء لم يكن ناجماً عن الحادث بقدر تأخّره عن مركز عمله لليوم الثالث بسبب الجليد، «فالعقوبة حاصلة ما في مجال»، كما يقول.
فبعدما ارتدت سفوح السلسلة الغربية ثوبها الأبيض، تحولت معظم الطرق هنا إلى طرق مع وقف التنفيذ، و«الفضل» يعود لقساطل مؤسسة مياه البقاع «المتفلّتة» (الشبكة الحديثة البلاستيكية)، والمهترئة (القديمة) المنفجرة على الطرق، بدءاً من زحلة والفرزل مروراً ببيت شاما والعقيدية وشمسطار وطاريا وصولاً إلى بوداي، حتى في بعلبك واللبوة والهرمل، ما جعل المياه الفالتة تتجمد، محوّلة الطرق إلى ساحات تصلح للتزحلق (غير الفني) على الجليد.
هكذا اشتكى غالبية العابرين من طرق "عم نزحط عليها متل لوح الصابون»، كما تصف دينا زعيتر، وتحولت إلى عائق أمام الموظفين والأساتذة والتلامذة للوصول إلى مراكز عملهم، وذلك لخطورة انتقالهم بالسيارات، كما يؤكد المدرس الثانوي علي حمية الذي لفت إلى أن إدارات المدارس غضّت الطرف عن حالات التأخير. وأشار حسن سماحة، وهو صاحب فان لنقل التلامذة، إلى أن طرق المنطقة خطرة، وخاصة خلال فترة الصباح الباكر، داعياً مؤسسة مياه البقاع والبلديات لإصلاح شبكات المياه جذرياً، لأن الانزلاقات قد تودي بحياة أشخاص، و«عندها لا ينفع الندم».
مصدر في مؤسسة مياه البقاع أكد لـ«الأخبار» أن الأعطال ناتجة من الأخطاء الكثيرة التي خلّفتها الشركة المنفّذة لمشروع مدّ شبكة مياه اليمونة في غربي بعلبك، وأن العبء يقع حالياً على بعض البلديات التي تقوم بأعمال التصليح على نفقتها الخاصة (كبلدية شمسطار)، فيما بلديات أخرى فضّلت إلغاء قساطل المياه الرئيسية، حتى وإن كانت تغذي أحياءً من البلدة، «تفادياً لنفقات الصيانة، كما هي الحال في بلدية طاريا». ومشكلة تسرّب مياه اليمونة من القساطل كانت «الأخبار» قد أثارتها (العدد 817) وحصلت على تعهّد من مؤسسة مياه البقاع بإنجاز التصليحات اللازمة، وبالإيعاز إلى شركة البريدي للقيام بذلك، لكن الأعطال بقيت.