مغدوشة ـــ خالد الغربيربما كان من اقل المواسم تضررا بالتغير المناخي. فرائحة زهر الليمون التي انتشرت في عز شباط في مغدوشة، التي توصف بانها عاصمة «الزهر ومائه» نظرا لوجود مساحات شاسعة مزروعة باشجار البوصفير، وشت بالتغير المناخي مرة اخرى وتاثر لبنان به، الا انها ليست خسارة خالصة ان يستبق الموسم نفسه، فليس المطلوب من الزهر ان يعقد هنا بقدر ما هو مرغوب ماؤه الذي يقّطر في كركي وهي آلة خاصة. هكذا، داهم موسم «تحويش» الزهر، مزارعي مغدوشة الذين اعتادوا قطافه في اذار. غير انهم لم يستاءوا من ذلك، فاستقبلوا الموسم المبكر بورش القطاف التي غزت برجالها ونسائها حقول البلدة، فتسلق القاطفون اشجارها ليحصلوا على الزهور من قمم أشجار البوصفير.
ولأن «تحويش» زهر الليمون من امتع المهن الزراعية، فقد كان بعض القاطفين، مثل المزارع طوني خوري، يترنم باغنية زكي ناصيف» نقيلك احلى زهرة» وهو يداعب ما تجمع في كيسه من زهور فواحة الرائحة. ثم يقدم نصيحة للمتكوكبين حوله بان يتنفسوا ملء رئاتهم، لكي يطهروها من الهواء الملوث الذين عادة ما يتنشقوه في المدن . لافتا «انه على الرغم من تبكير الموسم الا انه « موسم يبشر بالخير وسيكون متل النمر» .
الحاج نقولا قطان قال ل»الأخبار» انها «المرة الاولى في حياتنا التي نقوم فيها بقطاف الزهر في شهر شباط»، موافقا على ان ذلك حصل بسبب «موجة الحر». وتحدث قطان عن ثلاث «تحويشات» لهذا الموسم يمتد العمل فيها لاسابيع. وقال ان عشرات الاشجار المزهرة التي يقوم بقطفها تدر عليه انتاجا يتراوح بين ستين و مئة كيلو من الزهر في اليوم الواحد» بينما يتراوح «سعر الكيلو الواحد بين 5 و6 آلاف ليرة حسب النوعية والجودة». وللدلالة على نوعية وجودة الزهر المغدوشي يقول قطان «ان معظم الاشجار في البلدة هي اشجار عتيقة وبعضها تجاوزت الخمسين عاما من العمر ومعنى ذلك انها اشجار عتيقة وكلما عتق شجر الزهر كلما زاد عبقه وجودته».
هلا حايك «ام حليم» كانت تتحضر لإنزال اسطولها من «الكركي» قائلة ان «مغدوشة رائدة في صناعة ماء الزهر» مطالبة المعنيين بمساعدة الاهالي في تصريف انتاجهم من ماء الزهر، وتسليط الضوء على هذه الصناعة الغذائية اللبنانية.