لا يخفي المزارعون المشاكل الأخرى. إدوار الخوري، من بلدة كفرياشيت في قضاء زغرتا، متخوف من عدم تصريف إنتاج الزيتون هذا العام، لعدة أسباب، أولها أن زيت العام الفائت ما زال في الأقبية. وأكثر منذ ذلك، فالموسم هذا العام «لا يبدو جيداً». وعلى حد قول الخوري، سيقطف المزارعون محاصيلهم، رغم أن الكلفة أكثر من المردود «كي لا يذهب المحصول هدراً في الأرض». وفي قضاء زغرتا، صحيح أن مواسم الزيتون تختلف بين بستان آخر، لكن، وعلى غرار الموسم الماضي، حملت الأشجار حبوباً صغيرة. ويرى المزارعون أن «قلة المطر أخّرت الموسم كثيراً». برأي خوري مثلاً،
لا ينال المزارعون أكثر من 40 في المئة من مجموع الموسم
وفي الكورة، حيث توجد 20 في المئة من مجمل أشجار الزيتون اللبنانية، وأكثر من مليوني شجرة، لا تختلف الأمور كثيراً. وإلى مشاكل تصريف الإنتاج، تعاني الأشجار من أمراض تتنوع بين «عين الطاووس»، «ذبابة الشرق الأوسط»، و«ذبابة الزيتون»، فضلاً عن الرياح الساخنة المعروفة بـ«الشلهوبة التي تحرق حبة اللقاح وتمنع تكوين الثمرة». هكذا، تخسر الكورة ثروتها الزراعية، ولا بدائل هناك. أما في البترون، فأصبح الزيتون كسائر الزراعات الأخرى: إنتاج يساوي الكلفة وأحيانا أقل... بكثير. وبعدما كان الموسم الماضي «نصف موسم» انتظر المزارعون موسماً كاملاً هذا العام، لكن المفاجأة تفاوتت بين «ربع موسم» و«ثلث موسم»، وتالياً، إنتاج لا يكفي لسد تكاليف الحراثة والأسمدة واليد العاملة والأدوية. وللمناسبة، هذه هي التجربة الزراعية الثانية التي تحاصرها المخاطر في البترون بعد زراعة التبغ، لكن، معظم المزارعين، كإلياس أنطون، بدأوا البحث جدياً عن بديل للأشجار المعمّرة. وهذا العام في البترون، فضّل عدد من المزارعين عدم تفقد الإنتاج في بساتينهم على قاعدة: «عين لا ترى قلب لا يوجع».