فور تولّي رئيس بلدية قرنة شهوان المهندس جان بيار جبارة مهماته، خاض التحدّي الأصعب في طرح مشروع تغيير تقسيم المناطق (Zonage) في البلدات الأربع التي تنضوي في نطاق البلدية، مع ما يعني ذلك من خفض نسبة الاستثمار في أراضيها، ويحدّ بالتالي من «الثورة العمرانية» فيها. تحدّ أوّل خاضه «الريّس» من خلال جلسة للمجلس البلدي استغرقت خمس ساعات، يحفظ تاريخها إلى اليوم، وهو 21 تموز 2010.
«قامت القيامة» في البداية، وعندما «قعدت»، انتهت الجلسة بقرار تغيير التقسيم في البلدات الأربع التي تتألف منها بلدية قرنة شهوان: عين عار، بيت الككو وحبوس. ومنذ ذلك الحين، لا يوقّع جبارة أيّ ترخيص في المنطقة مغايراً لقرار المجلس البلدي في هذا الإطار.
يحاول جبارة أن يظهر من خلال عمله «منحى آخر من عمل البلديّات، بعيداً من الزفت والتراب والقنايات»، فأطلق المجلس البلدي موقعه الإلكترونيّ الخاصّ www.chab.gov.lb بما أنّ أكثر من 60% من المواطنين في البلدات الأربع قادرون على استخدام الإنترنت، بحسب جبارة. هكذا يمكن المواطنين تحميل الاستمارات التي يحتاجون إليها لتعبئتها في المنزل وتقديمها في ما بعد في مبنى المجلس البلديّ، إلى جانب قدرتهم على تحميل الخرائط العقاريّة وغيرها. وكان المجلس قد فرض على كلّ من يريد بناء منزل جديد تقديم نموذج مصوّر للبناء المنوي إنجازه، على أن يكون مراعياً لشروط نقابة المهندسين، وتُنشر على الموقع الإلكتروني صور البناء إلى جانب مساحته، رقم الترخيص وتاريخه تمهيداً لإحصاء عدد التراخيص المعطاة سنويّاً. ويمكن المهتمين تحميل قانون البناء بكلّ تفاصيله من الموقع الإلكترونيّ. واللافت أيضاً أنّ الموقع يسمح بالتعرّف إلى المؤسسات التي تقع ضمن النطاق البلديّ مع تحديد موقعها الجغرافيّ على خريطة كلّ بلدة من البلدات الأربع، عنوانها ورقم هاتفها وهي المؤسسّات التربويّة، الإنسانيّة، الثقافيّة، الدينيّة، إلى جانب الكنائس، المعالم السياحيّة، المطاعم، المصارف، المراكز الطبيّة وغيرها. الشكاوى والاقتراحات تصل أيضاً عبر الموقع الإلكترونيّ إلى جانب إمكان الاتصّال برئيس المجلس وبأيّ عضو منه من خلال توجيه رسالة إلكترونيّة تصل إلى بريده الخاصّ. «كلّ ذلك يسهّل التواصل مع المواطنين ويخلق تفاعلاً معهم ويسرّع العمل البلدي» يقول جبارة.
لإنجاز أيّ مشروع من مشاريعها، تؤلف البلديّة لجنة تضمّ أعضاءً من المجلس البلديّ إلى جانب مواطنين مهتمّين من خارج المجلس، يعملون معاً على إنجاز المشروع قبل أن تحلّ اللجنة بعد أن ينتهي العمل في المشروع. ومن خلال اللجان يجري التعرّف إلى المندفعين إلى العمل والذين يفكّرون إيجابيّاً بحيث يزرعون الإيجابيّة من حولهم، ما يحقّق الكثير من الإنجازات. وكانت لجان كثيرة قد أبصرت النور وعملت على إنجاز مشاريع، منها مشروع إعادة التدوير، المشروع البيئي في منطقة البياضة، مشروع اجتماعي لتوعية الشباب، إصدار مجلّة متخصّصة عن المجلس البلديّ تحت اسم «خطوات» وغيرها الكثير. ومن المشاريع اللافتة إقامة مطعم للكشافة يديره شباب منها يعملون فيه ويستفيدون من الأموال التي يجنونها لدعم الكشافة. وعمل المجلس البلديّ على تسيير الدوريّات في ساعات اللّيل إلى جانب تحديد لباس موحّد لموظّفي البلديّة من دون أن يغفل دعم المؤسسات الطبيّة والإنسانيّة والتربويّة.
يؤمن جبارة بمبدأ الشراكة بين أعضاء المجلس البلديّ لتسهيل العمل والإسراع في إنجازه. النقاشات المهمّة بين الرئيس والأعضاء تحصل بعد الدوام البلديّ، وكثيراً ما تطول الاجتماعات لساعات متأخرّة من اللّيل، وخصوصاً المتعلّقة بمناقشة جدول أعمال الجلسات البلديّة. «نتعلّم ونتقدّم فشخة فشخة، لا يهمّنا أن ننجز أي شيء لمجرّد أن ننجز»، يقول جبارة مستشهداً بالمثل «نصف الناس أعداء لمن ولّي الأحكام، نحن نسعى في ما نقوم به لكسب محبّة الجميع ولنجمع الكلّ ولنؤدّي خدمة عامّة مثاليّة أساسها الاندفاع ومبتغاها تحقيق الخير العامّ».

لقد تم تعديل هذا النص عن نسخته الأصلية المنشورة بتاريخ 17 آب 2011