عباس المعلمهل نحن نعيش في زمن رديء؟ نعم. هل نحن نعيش في أيام تبدّلت فيها المفاهيم والقيم وأصبح الحق باطلاً والباطل حقاً؟ نعم. هل يحكم أنظمة أمتنا بعض من اللصوص والمجرمين والمغتصبين والمرتهنين؟ نعم.
هل هناك حكام ومسؤولون يريدون القضاء على قضية فلسطين؟ بالتأكيد نعم. اليوم، نعيش في عصر متطور على كل الصعد، ولا يمكن أحداً تشويه صورة الحقيقة تماماً، وإن كان يملك الكثير من وسائل التضليل والكذب.
فلا يمكن مثلاً أن تقنع الطفل العربي بأن اللون الأسود هو أبيض، وأن الجميل بشع وأن الصادق كاذب وأن المقاوم عميل. وعليه، لا يمكن إقناع هذا الطفل بأن أبو الغيط وسيّده وأسياد سيّده ليسوا شركاء في مذبحة غزة. ولا يمكن أحداً أن يتخيّل أنّ شخصاً يهدد الآخرين بالويل وعظائم الأمور، وهو خائف ومذعور يرتجف من رأسه حتى أسفل قدميه، وهو يهدد من؟ قوماً لا يخافون إلا الله...
قال بعض المراقبين والمتابعين للأحداث المتسارعة في العالم إنهم لم يُفاجأوا كثيراً بتدخّل روسيا العسكري في جورجيا، ولا حتى بالأزمة المالية في العالم، ولا في انتخاب أوباما رئيساً لأميركا، ولا بقذف منتظر الزيدي الحذاء في وجه بوش، ولا حتى بالعدوان الصهيوني على غزة ولا بالتآمر الواضح والصريح لبعض الحكام العرب على المقاومة في فلسطين. بل ما كان مفاجئاً وصاعقاً بالنسبة إليهم هو أن يردّ شخص مثل أبو الغيط على سيد المقاومة الذي لديه رجال وشعب شريف ومقاوم... فلو صرخ طفل من هؤلاء في وجه أبو الغيط، فما الذي سيحصل له يا ترى؟