برلين ـــ غسان أبو حمدبيروت ـــ الأخبار

أثارت مسألة سرعة انكشاف الشبكة، التي تتهمها ألمانيــا بزرع قنابل موقوتة في محطة القطارات نهاية الشهر الماضي، تساؤلات في برلين حول الدور الذي أدّته أجهزة الاستخبارات العسكرية اللبنانية والسورية في كشف هوية المتهمين، ولا سيما بعد الإعلان في بيروت عن اعتقال متهم رابع، بعد توقيف ثالث في ألمانيا.
وتؤكد صحيفة «برلينر تسايتونغ» أنه لولا المساعدة التي قدمتها أجـــهزة الاستخـــبارات اللبنانية والسورية، لما تمكنت دائرة مكافحة الجريمة من تحديد هوية الطالبين اللبنانيين المتهمين، يوسف محمد الحاج ديب وجهاد حمد.
وكشفت الصحيــــــفة الألمانيـــــــــة أن المتــهم يوسف محمد الحاج ديب، فور نشر صورته الملتقطة بالعدسات السرية داخل محطة القطارات، أجرى اتصالاً هاتفياً بأهله في لبنان، وهذا الأمر مكّن جهاز الاستخبــــارات العســــــكرية اللبنانية من التنصت على مضمون المخابرة الهاتفية، وتدوين اعترافات الطالب يوسف محمد لأهله بارتكابه العمل الجرمي ونيته مغادرة ألمانيا.
وبعد مضي نحو ساعتين على حصول المخابرة الهاتفية، أطلعت الاستخبـــــارات اللبنــــــانية دائرة مكافحة الجريمة في ألمانيا على مضمونها، التي تمكنت فوراً من تحديد مكان الطالب يوسف محمد الحاج ديب في مدينة «كيال» وإلقاء القبض عليه.
في السياق ذاته، أكدت صحيفة «برلينر تسايتونغ»، صحة المعلومات التي نشرتها القناة التلفزيونية الرسمية الأولى (ARD) في نشرتها الأربعاء الماضي، وفحواها أن دائرة مكافحة الجريمة في ألمانيا استفادت من معلومات قدمتها الاستخبارات السورية عند بداية الأحداث الأخيرة في لبنان.
وتضمنت هذه المعلومات، لائحة أسماء ومعلومات حول متطرفين يعيشون في ألمانيا وتنظيمات متطرفة تنشط على الأراضي الألمانية، وأن «سوريا حصلت في المقابل على مطلب أمني آخر كانت ترغب في الحصول عليه».
إلى ذلك، كشفت التحقيقات المتواصلة مع الطالب اللبناني يوسف محمد الحاج ديب، المزيد من الصفحات المطوية في مسار الجريمة.
وفي التفاصيل، تأكّد للمحققين الألمان أن الطالبين المتهمين تعارفا في ألمانيا، وأشارت التحقيقات إلى وجود أطراف أخرى مشاركة في الجريمة، ويبلغ عدد المتهمين الإجمالي سبعة أشخاص.
وبناءً على أوامر المدعي العام المشرف على التحقيقات مع المتهم يوسف محمد، ألقت الشرطة الألمانية أمس القبض على متهم ثالث، هو طالب يقطن في مدينة كونستانس الألمانية، هذا إضافة إلى إلقاء السلطات اللبنانية القبض على متهم رابع في لبنان أشير إلى الحرفين الأوّلين من اسمه وهما (ك د) ويبلغ الرابعة والعشرين من العمر ومهنته تاجر سيارات مستعملة.
بوادر خلاف
واتخذت القضية بعداً سياسياً، الى جانب البعد الأمني والقضائي، بعدما برزت بوادر خلاف سياسي غير معلن حيال تريث لبنان في مناقشة مسألة تسليم أو عــــــدم تسليــــم اللبـــــنانيين الموقــــــوفين في بيروت الى ألمانيا، في مقــــابل إعلان مصدر أمني أوروبي رفيع لـ«الاخبار» أن لبنان «رفض بشكل قاطع تسليم الموقوفين لديه لأسباب سياسية».
وذكر المصدر أن النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا أمر أمس بتوقيف لبناني آخر في إطار التحقيق الذي يجريه لبنان في هذه القضية، مؤكداً أن هذا الشخص الذي لم تكشف هويته «أوقف في قضاء عكار في شمال لبنان، في ضوء ما ورد في إفادة الموقوف جهاد حمد الذي سلّم نفسه إلى القوى الأمنية أول من أمس في مدينة طرابلس».
وأوضح المصدر أن الموقوفين يخضعان للتحقيق بإشراف القاضي ميرزا.
وترافق التحقيق اللبناني مع متابعة ألمانية، إذ التقى النائب العام التمييزي، أمس، وفداً قضائياً وأمنياً ألمانياً برئاسة أحد المدعين العامين في برلين.
ونفى القاضي ميرزا لـ«الأخبار» أن «يكون الحديث مع الجانب الألماني تطرق الى موضوع استرداد الموقوفين، لأن الأمر سابق لأوانه، والأولوية تعطى الآن للتحقيق».