تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي جملة من الاستفزازات والخروقات على العديد من المحاور الجنوبية، براً وجواً، جعلت مهمة الجيش اللبناني في تنفيذ انتشاره في العديد من القرى والنقاط المقررة، تتوقف؛ ولم تستحدث أمس، أي نقطة جديدة في نطاق العرقوب شرقي حاصبيا، أو في مناطق مرجعيون، وصولاً إلى بنت جبيل. وبدت طريق كفركلا ــ بوابة فاطمة، خالية تماماً من أي وجود للجيش اللبناني عليها، أو في نقطة متقدمة نحوها، وهو ما ينفي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تمركز الجيش أمام «بوابة فاطمة» عند التخوم الشرقية لبلدة كفركلا.
وتقدمت قوة إسرائيلية معادية، فجر أمس، إلى الطريق الواقعة بين بلدتي مركبا وحولا، قبالة أراضي هونين، وموقع العدو في «الدواوير»، شمالي موقع العباد، وعلى مقربة من موقع فريق الهدنة التابع للأمم المتحدة، وقامت بحفر الطريق العام وقطعه أمام السيارات، ثم انسحبت من حيث أتت. واضطر أبناء المنطقة إلى عبور طريق ترابية جانبية، ذهاباً نحو قراهم أو عودة منها.
وكانت قوة من خمسين جندياً قد تقدمت فجر السبت الماضي، من مستعمرة المنارة، المطلة على بلدة ميس الجبل، نحو منزل المواطن شفيق فرحات بين ميس الجبل وحولا، وقامت بتطويقه وإطلاق قذائف على سطحه فجرت خزانات المياه، ثم دخلته عنوة وأخرجت رب البيت وزوجته وستة أفراد من عائلته، وأخضعتهم للتحقيق قبل تفتيش البيت؛ وقد ساندتها طائرة استطلاع من دون طيار، ظلت تحلق فوق البيت حتى انسحابهم، بعد نحو ساعتين، قرابة الرابعة فجراً.
وذكر فرحات أنه تعرض وعائلته للشتم من قبل جنود العدو «الذين سلبونا مبلغ 4700 دولار أمريكي، فضلاً عن بعض المصاغ والحلي».
ولم تغب الطائرات الحربية سماء الجنوب، مع طائرات استطلاع، ودوريات مؤللة قبالة الحدود اللبنانية، أو داخلها في بعض الأحيان، على نحو ما يجري في موقع العباد، إذ تتمركز آليات ودبابات خارج الموقع الإسرائيلي، إلى الجهة اللبنانية وفي الأراضي المطلة على حولا ومركبــــــا في محلـــــــة «القبــــــــــع».