ثارت مواقف الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه أول أمس اعتراضاً في الأوساط السياسية اللبنانية، فيما رفض فريق 14آذار بـ«المفرق» وصف الأسد له بأنه منتج اسرائيلي، معتبراً هذا الـــكلام «تهديداً للحركة الاستقلالية اللبنانية ويؤدي الى فتنة».وقال رئيس كتلة «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «إن لبنان يرحب بكل مشاركة في انتصار مقاومته على العدوان الاسرائيلي ومساعدته في إزالة آثاره، لكنه ليس في حاجة الى توظيف هذا الانتصار سياسياً لأهداف داخلية أو إقليمية، بما لا يخدم وحدته وتماسكه واستقراره الداخلي»،.
وأكدً «أن المــــــقـــاومة اللبنانية ولدت نتــــيجة فــــشل المجتمعين العربي والدولي في إدارة الصراع العربي ــ الاسرائيـــــــلي منذ عام 1948، فيما تمكـــــــــــــــــنت المقاومة من تحرير معــــظم الجنوب اللبــــــــــناني ومواجــــــــهة الاعـــــتداء الذي قامت به اســــــــــــــرائيل عـــــــلى لبنـــــــان أخيراً، بفـــــضل احــــتـــــضـــــان اللبــــنانيـــــين للمقاومة وتكاتفهم في ما بينهم».
ودعا العماد عون «الحريصين على لبنان الى عدم جعله ساحة لصراعاتهم وتجاذباتهم الاقليمية والدولية».
الحص
ورأى الرئيس سليم الحص أن الرئيس الأسد «كان في غنى عن التعرض من قريب أو بعيد لأفرقاء لبنانيين معينين في معرض حديثه عن إنجاز المقاومة، وخــــصـــوصاً أن اللــــبنانيين يتطلعون الى يوم تعـــود فيها العلاقات بين الدولتين الى ما يجب أن تكون عليه دوماً».
ورأى وزير الاتصالات مروان حمادة في كلام الأسد «تهديداً للحركة الاستقلالية اللبنانية، يشكل منعطفاً خطراً في الأزمة القائمة، من خلال التهديد الجماعي والفردي بالانقلاب والتصفية والقتل. ونحن نقول لرئيس النظام السوري إننا لن نقع في فخ الفتنة التي يدعو إليها. ونطمئنه: الحكومة باقية والأكثرية باقية والوفاق باق والشعب اللبناني باق بكل مقاوميه، لأن مقاومة العدوان لم تقتصر على القتال وحسب، بل شملت التضحيات في الأجساد وفي الحجر، وكذلك صمود اللبنانيين ودعمهم واحتضانهم للمقاومة والمقاومين».
ورأى «التكتل الطرابلسي» أن الأسد «تجاوز أصول التعامل بين الدول وأساء الى كرامة الشعب اللبناني وأظهر مرة جديدة فشل دمشق في التعاطي مع لبنان المستقل».
حرب
وتمنى النائب بطرس حرب على الرئيس السوري إعادة النظر في مضمون خطابه «لئلا يبقى هذا الموقف الخطر لطخة داكنة السواد في تاريخ سوريا العربي وفي تاريخ علاقاتها بلبنان».
من جهته، تمنى الحزب الشيوعي أن تكون «قراءة الأسد لمعاني الانتصار اللبناني بداية مراجعة جدية للمرحلة الماضية»، معتبراً أن «ملف العلاقات اللبنانية ــ السورية لا يحتاج الى مزيد من التأزم»، داعياً الى امتناع كلا الطرفين عن المواقــــــــف التي من شأنها أن تصنف تدخلاً في الشؤون الداخلية.