لا تزال الأمم المتحدة تنتظر أن تزيل إسرائيل شريطاً شائكاً جديداً أقامته في المنطقة الحدودية، بعدما وصفته القوة الدولية أوّل من أمس بأنّه «انتهاك ثانوي» للخط الأزرق. وأصدرت اليونيفل بياناً أعلنت فيه انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في الناقورة، علما الشعب، عيتا الشعب، رميش ويارون.أضافت إنّه «بحلول صباح اليوم، أكّدت الكتيبة الغانية (في المنطقة) أنْ لا وجود للجيش الإسرائيلي هناك، وأن الجيش اللبناني يستعد للانتشار في هذه المناطق غداً (اليوم)».
على صعيد استكمال عديد «اليونيفيل»، وصل أمس نحو 600 جندي إسباني إلى لبنان، ما يرفع عدد الجنود الدوليين إلى 4500، حيث يتوقع أن تباشر في الأيام المقبلة انتشارها في منطقة الطيبة المجاورة لمزارع شبعا. والكتيبة الإسبانية التي تضم في مجموعها 1100 عنصر هي الثالثة من حيث الأهمية بعد الكتيبتين الإيطالية والفرنسية. وقال ضابط إسباني في الأمم المتحدة إن هذه القوة لن تصل الى كامل عددها حتى نهاية تشرين الأول.
وقال السفير الإسباني ميجيل بينزو الذي وصل الى صور للترحيب بالقوات إن قوة الأمم المتحدة وصلت بالفعل الى المستوى الذي يمكّن الإسرائيليين من استكمال انسحابهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريجيف «سنكون مستعدين للانسحاب عندما يجهزون»، من دون أن يعلن ما إذا كان الانسحاب سيتم لدى انتشار خمسة آلاف جندي على الأرض. وقال ريجيف إن إسرائيل قلقة مما وصفه بأنه استمرار لخرق قرار مجلس الأمن من الجانب اللبناني، أضاف إن الدعوات المتكررة لإطلاق سراح غير مشروط للجنديين الإسرائيليين لم تتحقق. وتابع قائلاً إن حزب الله بقي في الجنوب رغم مطالبة الأمم المتحدة بمغادرة أي وجود مسلح لحزب الله جنوب نهر الليطاني. ورأى ريجيف أن الحدود السورية تبقى ثغرة كبيرة في تنفيذ حظر إعادة تسليح حزب الله وفقاً للقرار الدولي. أضاف «نريد رؤية الجيش اللبناني مدعوماً بقوات دولية يفرضون الحظر في تلك المواقع الأمامية».
على صعيد القوة الفرنسية، قال متحدث باسم الكتيبة الفرنسية التي من المقرر أن تضم ألفي عنصر، إن الوحدة الفرنسية الأولى المؤلفة من 900 عنصر صارت «شبه مكتملة» أمس، وستنتشر في جنوب لبنان «بداية الأسبوع المقبل». وقال اللفتنانت كولونيل جيروم ساليه إن "الكتيبة الأولى شبه مكتملة وننتظر فقط وصول بضعة عناصر وبعض المعدات". وسيتمركز معظم عناصر الكتيبة الفرنسية في بلدة برعشيت القريبة من بنت جبيل.
وفي ما يتصل بالمشاكل اللوجستية في جنوب لبنان التي أثارها قائد اليونيفيل آلان بيلّيغريني، قال ساليه إن هذا الأمر لا يؤثر في الكتيبة الفرنسية. وكان بيلّيغريني صرح أمس لصحيفة فرنسية بأن وصول بعض الكتائب قد يتأخر جراء النقص في الأراضي والمساكن التي تؤمنها السلطات اللبنانية.
ينطبق ذلك على القوة الأندونيسية، إذ صرّح متحدث عسكري أمس إن أندونيسيا أرجأت إرسال جنود للانضمام إلى اليونيفيل إلى الشهر القادم. أضاف المتحدث إن فريقاً من 125 جندياً يمثل طليعة القوة الأندونيسية سيغادر البلاد في العاشر من تشرين الأول، وإن باقي الجنود سيغادرون في 24 منه. وقال متحدث عسكري أندونيسي آخر إن العدد الإجمالي للقوة الأندونيسية سيبلغ 850 جندياً.
أمّا على صعيد المشاركة الصينية، فرأى محلّلون أنّ بكين تحاول تحقيق توازن في سياستها في الشرق الأوسط عبر السعي الى تعزيز وجودها الدولي عن طريق بعثة حفظ السلام الجديدة في لبنان مثلاً، وحماية مصالحها في مجال الطاقة. ويمكن أن تزيد الصين الى حد كبير حجم مشاركتها في (اليونيفيل) التي كانت تضم حوالى ألفي جندي بينهم 187 جندياً صينياً. ولم تكشف السلطات الصينية أي معلومات لكن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تحدث عن حوالى ألف رجل.
وقال جوسلان كولون مدير الشبكة الفرنكوفونية للأبحاث حول عمليات حفظ السلام في جامعة مونتريال: "أتصور أن مشاركة الصين جاءت بطلب من عدة دول عربية في المنطقة. وبما أن الصينيين يبحثون عن إمدادات نفطية ومواد أولية، فإن مساهمتهم في السلام والأمن في المنطقة تشكّل عربون مشاركتهم في القضايا الدولية".
وفي ما يخص القوة اليابانية، قالت وكالة أنباء كيودو إن اليابان تفكّر في إرسال قوات برية بموجب قانون عام 1992 الذي يسمح بالمشاركة في عمليات حفظ سلام تقودها الأمم المتحدة. لكن النتيجة غير مؤكدة في ضوء القلق من اندلاع القتال مرة أخرى.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)