إبراهيم عوض
أظهرت حصيلة الاجتماعات واللقاءات الرسمية التي أجراها الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع المسؤولين اللبنانيين انه لم يحمل معه أي مبادرة معينة لتحريك عملية السلام، أو جواباً قاطعاً من اسرائيل في شأن انسحابها من الشطر اللبناني من بلدة الغجر وكذلك مزارع شبعا، اذ رمى الكرة في ملعب الامين العام للامم المتحدة بقوله «ننتظر تقرير الامين العام في هذا الشأن ونأمل ان يكون ذلك في اتجاه التوصل الى حل لهذه المزارع وهو أمر ايجابي جداً للاستقرار في لبنانوهكذا أدرجت زيارة المبعوث الاوروبي في إطار النيات الحسنة والاكثار من الوعود بدعم لبنان ومساعدته في كل المجالات، وخصوصاً في تنفيذ القرار 1701 ومؤتمر باريس ـ 3، مع إيلاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عناية خاصة وإبداء «التقدير الكبير له لمعالجة الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان وللإصرار والارادة اللذين أبداهما لضمان استقلال لبنان وسيادته وتأكيد مساندة الاتحاد الاوروبي له». وأعلن عن ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع السنيورة بعد انتهاء المحادثات بينهما أول من أمس.
وعلمت «الأخبار» ان سولانا استهل محادثاته مع وزير الخارجية فوزي صلوخ بعرض سريع لنتائج زيارته الى تل أبيب ورام الله مبدياً عدم تفاؤله باستئناف الحوار بين الاسرائيليين والفلسطينيين نظراً إلى الوضع الصعب الذي تمر به الحكومة الاسرائيلية، وكذلك حالة الاضطراب التي تشهدها السلطة الفلسطينية، وأثار مسألة المساعدات الهائلة التي يقدمها الاتحاد الاوروبي الى الفلسطينيين من دون ان تُصرف في مكانها الصحيح، وبالتالي إبقاء التنمية الاقتصادية على حالها من التردّي.
وذكرت المعلومات ان الوزير صلوخ رد على الطرح بالتشديد على ان وحدها حكومة اسرائيلية قوية وأخرى مثيلة لها في فلسطين قادرتان على اتخاذ «القرارات القوية»، متمنياً على الاتحاد الاوروبي المساهمة في ايجاد مثل هاتين الحكومتين آخذاً في الاعتبار ما حققته حماس من نتائج في الانتخابات عكست رأي الشارع الفلسطيني، لا متجاهلاً هذا الواقع كما تفعل الولايات المتحدة وغيرها.
وبالانتقال الى الموضوع اللبناني أكد وزير الخارجية لسولانا والوفد المرافق له في مستهل البحث ان لبنان نفذ من جانبه كل ما يتعلق بالقرار 1701، فيما اسرائيل ماضية في إساءتها له، وهي لم تكتف بخرقها الأجواء اللبنانية بل راحت تتحرش بالقوة البحرية الألمانية المكلفة مراقبة المياه الاقليمية. وقد سجل أكثر من حادث في هذا المجال يفهم منه ان اسرائيل غير راغبة في الإبقاء على القوات الدولية في الجنوب. ولفت صلوخ إلى ان الجيش الاسرائيلي لم يسلم لبنان حتى الساعة الخرائط التي تبين مواقع القنابل العنقودية التي تتسبب بمقتل مواطنين باستمرار، وتتلكأ في الانسحاب من بلدة الغجر مضيفة بذلك مشكلة جديدة الى قضية احتلالها مزارع شبعا، معتبراً ان حل القضية الأخيرة يفتح باب الحلول أمام سائر المشاكل الأخرى.
وردّ سولانا مؤكداً أنه أثار مع المسؤولين الاسرائيليين مسألة تحليق الطائرات الحربية الاسرائيلية المتواصل في الأجواء اللبنانية طالباً إليهم الكف عن ذلك، إلا ان الوزير صلوخ قال لضيفه ان الطلب لا يكفي لردع اسرائيل، متسائلاً عن سبب عدم استخدام الضغط عليها في مثل هذه الحالة على غرار ما يحصل مع لبنان عند صدور أي قرار دولي في شأنه.
وأفادت المعلومات أيضاً ان سولانا استوضح صلوخ عن صورة العلاقات اللبنانية ـ السورية في الوقت الراهن وكيف يجري التعامل بين الوزارات في كلا البلدين، وما إذا كانت هناك زيارات رسمية متبادلة، معلناً ان الاتحاد الأوروبي يهمّه إقامة علاقات طبيعية بين البلدين وهو ينصح بذلك. وسأل سولانا عن وضع الحدود على الجانبين اللبناني والسوري والخطوات التي جرى تنفيذها لمنع تهريب السلاح.
وقد أجاب صلوخ سائله بأنه لا صحة لكل ما ذكر عن ضبط عمليات تهريب سلاح سواء الى لبنان أو الى سوريا، موضحاً ان ما نشر عن اعتراض «اليونيفيل» لعنصرين مسلحين من «حزب الله» في الجنوب تبين لاحقاً أنهما فتيان يانعان لا علاقة للحزب بهما، وقد أوقفهما الجيش اللبناني، ثم عاد وطالب «اليونيفيل» بإطلاق سراحهما بعدما اتضحت له حقيقة الأمر.