جاءنا من «الطلاب المستقلّون في الجامعة اللبنانية الأميركية» البيان الآتي:«أن تتحرك الجامعة لمصلحة طلابها فهذا أمر جيد، أما أن تتحرك للتدخل في الشؤون الطلابية والضغط عليهم فهذا أمر غير مقبول. قد يتساءل البعض أي جامعة أقصد، ولا سيما أن الجامعات لطالما كانت المنبر الحر للمجتمع الطلابي الذي لم يصطبغ بألوان المحاصصة وكافة أنواع الفساد التي تمارسها الطبقة الحاكمة.
ولا بد من الاعتراف بأن مشهد الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده البلاد كانت له انعكاساته الخطيرة في الجامعات فأصبح الحرم الجامعي معسكراً يتناحر فيه الطلاب بخلفياتهم السياسية المختلفة. والجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت تعد واحدة من الجامعات التي أخذت قسطها من آثار الانقسامات السياسية والطائفية حيث شهدت السنة الماضية مشاجرة طاحنة بين الطلاب ذهب ضحيتها عدد من الجرحى ما جعل الجامعة تتخذ تدابير حازمة بحق المشاركين في الإشكال إضافة إلى زيادة الإجراءات الأمنية.
واليوم، ونحن كطلاب جامعيين نقترب من موعد الانتخابات الطلابية التي تفرض توازنات جديدة بدأت ملامحها بفوز التيار الوطني الحر في انتخابات الجامعة اليسوعية، نفاجأ بقرار مجحف بحقنا اتخذته إدارة الجامعة يقضي بإلغاء الانتخابات هذا العام. وهذا ليس إلا قراراً تعسفياً يصدر من صرح أكاديمي تربوي من المفترض أن يتمتع بأقل قدر من السماح لطلابه بالتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم...
والأسوأ من ذلك أننا نفاجأ بإصدار قرار يقضي بتعيين أعضاء المجلس الطلابي من دون الخوض في الانتخابات بحجة إشراك جميع الأحزاب في القرارت علماً بأن المجلس الطلابي في هذه الجامعة ليس إلا صورة أو وجهاً خارجياً من أوجه الديموقراطية الفارغة التي تتغنى بها الجامعة التي تمارس شتى الضغوط لمنع تفعيله منذ قيامه. وهنا نتساءل: هل عدنا في البلاد والجامعات إلى عهود الوصاية القديمة أم هي بوادر النظام الجديد الذي يفرض على البلاد والعباد بما يتماشى مع طموحات حاضني الشرق الأوسط الجديد؟
فإذا كانت هذه هي الديموقراطية الجديدة، فبئساً لها لأنها تهدم الأوطان والإنسان ولا تبنيها».