strong>وفاء عواد
وأخيراً، تلاقى «متحاورو» 2 آذار «متشاورين»، في قاعة مقفلة قد تستوعب خلافاتهم، بعد انقطاع بلغ حد القطيعة. وذلك، بعدما تحوّل حوارهم الوطني الى تراشق بالاتهامات، إضافة الى ظاهرة الاستنفار السياسي التي كان ينتظر لها أن تتقدّم أكثر في ضوء احتمال لجوء المعارضة الى الشارع، بينما كانت «الأكثرية» تدرس خيار اللجوء الى الشارع المضاد ضد رئيس الجمهورية. فهل تعطي المبادرة «التشاورية» بصيص أمل، وهل تُصلح الأيدي التي تصافحت أمس ما دمّرته المواقف؟.
إذاً، كان لا بد من إعادة جمع المختلفين حول طاولة مستديرة لـ«التشاور» المحدد ببندين: حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب، حسب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولكن التحديد لم يقفل الدائرة في اليوم الأول، فلم تحسم الجولة الأولى مصير البندين، لكن كل طرف أدلى بدلوه، ابتداءً من حكومة الوحدة الوطنية التي أثارها رئيس «كتلة التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، مع إصراره على «عدالة التمثيل» وعدم قبوله بأقل من 4 وزراء، وصولاً الى ملف رئاسة الجمهورية الذي رأى رئيس «كتلة المستقبل» النائب سعد الدين الحريري أن «المشكلة تكمن فيه وليس في رئاسة الحكومة»، ومروراً بإشارة رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى ضرورة أن «يكون الحل شاملاً». أما سلاح «حزب الله» فظلّ خارج الطرح والنقاش.
وهكذا، تمّ «كسر الجليد الذي كان قائماً»، حسب ما أشار بري. وليس أدلّ على حالة كسر الجليد إلا مبادرة بري بقوله للحضور لدى التقاط الصور التذكارية: «ابتسموا.. أنتم في ذوق مكايل»، واستكملت بالمصافحات التي جرت بين جعجع وعون، وانتهت الى تناول الغداء على حساب الأول، ومصافحة عون من جهة والحريري وجنبلاط وحمادة من جهة ثانية، إضافة الى مصافحة بين بري وجعجع. هذا ما أظهرته الصور التي التقطت للمتشاورين، لكنها خلت من إظهار أي مصافحة بين رعد والباقين باستثناء بري.
وفيما لم يعط اليوم الأول من التشاور أي دلالات تسمح برؤية «الدخان الأبيض»، في ظل «تعتيم» على ما جرى في القاعة، التزاماً بقرار مدير الجلسة عدم تسريب المعلومات ومقتضيات «الهدنة الإعلامية»، بدا أن المشهد الأولي يفصح عن وجود نية لـ«تنظيم الخلاف»، رغم تصلّب كل طرف حيال مواقفه، استناداً الى تصريحات الخارجين من قاعة «التشاور»، التي اقتصرت على القول: «النقاش ممتاز»، «بكرا في جلسة الساعة 11»، «الأجواء لابأس بها»، «الجو إيجابي وبنّاء»، و«كل شي منيح».
مصادر بري أشارت الى أن كل ما جرى هو «استعراض عام.. الكل نقل الى الطاولة هواجسه، من خلفيته، دونما أي مسّ بجدول الأعمال»، لافتة الى أن الكلام العام «ركّز على الأجواء الإعلامية وعلى كيفية إيقاف حالة الاحتقان». ولفتت الى أن موضوع قانون الانتخاب «جاء عرضاً، من دون أي تفاصيل خلال الجلسة التمهيدية التي فتحت آفاقاً إيجابية من خلال استعداد المختلفين للنقاش».
بدورها، لفتت مصادر «اللقاء الديموقراطي» الى أنه «تمّ التطرق الى كل المشاكل والملفات»، معتبرة أن «الأجواء في المظهر جيدة، أما في المضمون فهي متصلّبة». وأشار مصدر نيابي الى أن أهم شيء جرى في الجلسة هو «إقرار جنبلاط بتقدّم محور المعارضة على محور 14 آذار»، موضحاً: «انتهينا تقريباً من كل القضايا التي يفترض أن تأخذ نقاشاً». وعن هوامش جدول الأعمال، لفت الى أن «كل ما جرى في الماضي تمّ تجاوزه والدخول في صلب الموضوع». أما التحضيرات لموضوع الحكومة فقد «أنجزتوكان أقطاب أركان «الحوار» أنفسهم، باستثناء الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الغائب لدواع أمنية، قد اجتمعوا في جلسة «التشاور» أمس: رئيس مجلس النواب نبيه بري صاحب المبادرة، بمعاونة النائبين علي حسن خليل وسمير عازار، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومعه الوزيران أحمد فتفت وميشال فرعون، رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون ومعه النائبان فريد الخازن وعباس هاشم، الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس أمين الجميل ومعه النائب انطوان غانم، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ومعه الوزير محمد فنيش والنائب حسين الحاج حسن، رئيس «كتلة المستقبل» النائب سعد الدين الحريري ومعه النائبان نبيل دي فريج ووليد عيدو، رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ومعه الوزير مروان حماده والنائب فؤاد السعد، رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع ومعه النائبان جورج عدوان وايلي كيروز، النائبان غسان تويني وميشال المر، النائب بطرس حرب ومعه النائب جواد بولس، ممثل كتلة نواب طرابلس الوزير محمد الصفدي ومعه النائب قاسم عبد العزيز، رئيس «الكتلة الشعبية» النائب ايلي سكاف ومعه النائبان جورج قصارجي وحسن يعقوب، والنائب آغوب قصارجيان ممثلاً الأحزاب الأرمنية الثلاثة ومعه النائبان آغوب بقردونيان ويغيا جرجيان.
بري: اتفقنا على هدنة إعلامية
وفي القاعة العامة، عقد بري إثر انتهاء الجلسة مؤتمراً صحافياً، وصف فيه الأجواء بأنها «إيجابية»، قائلاً: «تخلل الجلسة عرض عام من كل الإخوة المتحاورين للمشاكل والمداخلات، ولضرورة التوصل الى إيجاد حل لأنه لا يجوز إبقاء الوضع على ما هو عليه. وبالتالي، كان هناك كسر للجليد الذي كان قائماً، وكان الجميع حريصاً على التكافل والتضامن لحل المشكلات والتوحّد. انطلاقاً من هنا بدأنا بالاتفاق على هدنة إعلامية، آملين من الإعلام أن يساعدنا، وخصوصاً الإعلاميين المعتمدين في مجلس النواب، لأن الهدنة الإعلامية تساعد لكي لا يكون هناك توتير للأجواء. وكان تأكيد، أيضاً، للجدية التي تمتع بها الجميع».
وأعلن بري أن الجلسة أرجئت لإتمام البحث في جلسة تعقد الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، مشيراً الى أن جلسة اللجان المشتركة، المقرّر انعقادها اليوم، للبحث في مشاريع قوانين مالية ستبقى قائمة.



«تشاوريات

جنبلاط كان أول الواصلين والسنيورة آخرهم.
  • تأخر رئيس الحكومة في الوصول الى القاعة 10 دقائق عن بدء أعمال الجلسة.

  • جنبلاط كان أول الواصلين الى القاعة وبدا منشغلاً في ترتيب ملفاته.

  • إثر الجلسة، تناول عون وجعجع وجبة غداء، بحضور عدوان، في مطعم «الساعة» المجاور للبرلمان، وسط إجراءات مشدّدة. طاولة الغداء كانت لبنانية: مشاو وتبولة.. أما الفاتورة فكانت على حساب جعجع.

  • حمل النائب إيلي سكاف زجاجة عصير الليمون، فسئل: هل تحمل قنبلة؟ أجاب ضاحكاً: «أنا مرشّح»..