البقاع ـ عفيف دياب
يطلق الوزير بيار الجميل، بصفته المسؤول عن الأقاليم في حزب الكتائب، سلسلة نشاطات اليوم وغدا في منطقة البقاع الاوسط، بعد طول غياب قسري فرضته ظروف المنطقة منذ اوائل ثمانينات القرن الماضي. فـ «بيوت الكتائب» في زحلة وغيرها من قرى السهل كانت مقفلة او «اقفلت» قسراً، او «فتحت» لحساب أجنحة خرجت من تحت أرزة آل الجميل الكتائبية الى «بيوتات» اخرى، ساهمت في افتتاحها قوى سياسية محلية واقليمية كانت طوال الفترة الماضية على خلاف مع كتائب آل الجميل.
ويمكن القول ان عودة الكتائب رسميا الى البقاع ستبدأ اعتبارا من اليوم، مع وصول الجميل بعد طول تحضيرات، سيما ان المنطقة شهدت عودة «القوات اللبنانية» قبل أسبوعين، فيما أثبت «التيار الوطني الحر» حضوره منذ ما قبل عودة الجنرال ميشال عون من المنفى، خصوصا مع اكتساحه الانتخابات النيابية في دائرة زحلة، بالتحالف مع النائب الياس سكاف.
يومان يمضيهما الجميل الابن في زحلة والبقاع الاوسط، لاعادة «الروح» الى الكتائبيين وافتتاح اقسام جديدة. وسينطلق الجميل من امام اقليم زحلة الكتائبي، حيث يقام تجمع لاستقباله، ومن ثم يتوجه الجميع الى بلدة الفرزل، اهم معاقل الحزب السوري القومي الاجتماعي، لافتتاح «قسم الفرزل الكتائبي»، تمام الرابعة بعد ظهر اليوم، وبعدها الى بلدة تربل حيث ينظم قسم البلدة لقاء شعبياً، وصفه احد المسؤولين الكتائبيين بأنه «سيكون كبيرا وسيؤكد حضور الحزب في المنطقة».
ويتضمن اليوم الثاني من برنامج الجميل قداسا في كنيسة مار جرجس المارونية في المعلقة، وزيارة القسم الكتائبي المنوي اعادة ترميمه في المنطقة نفسها، اضافة الى اجتماعات حزبية يعقدها وزير الصناعة في اقليم زحلة، مع اعضاء اللجنة التنفيذية للاقليم ورؤساء الاقسام والمكتب النسائي ومكتب الشباب والطلاب. وسيشدد الجميل على أهمية عودة النشاط الكتائبي الى زحلة والمنطقة و«اثبات الحضور» مجددا، من خلال توسيع اللقاءات الشعبية والحزبية، «لا سيما مع الحلفاء في 14 آذار». وستكون للجميل لقاءات حزبية وسياسية وشعبية مع اقسام الكتائب في احياء الراسية ومار الياس والسيدة في زحلة، ومن ثم يفتتح قسم حوش الامراء ويدشّن قاعة «الشهيد جورج سعادة ورفاقه». وللمصادفة يتزامن اليوم الجميّلي البقاعي الأول، مع خلوة تنظيمية يعقدها «التيار الوطني الحر» في فندق القادري في زحلة, وتستمر طيلة 3 أيام, ويشارك فيها نحو 50 مسؤولا من «التيار». علما أن مصادر الطرفين أكدت أن تزامن الحدثين نتيجة مصادفة محضة، وأن أحدا من الفر يقين لم يكن على علم بنشاط الآخر مسبقا. وأضافت أن السهل يتسع لجميع الناس، على عكس المثل الشعبي المكرر قديما في عروسه، من أن زحلة مقبرة الأحزاب.