عاد رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي إلى «عين التينة»، بعد طول غياب استمر ما يقارب عامين، ملبياً دعوة الرئيس نبيه بري إلى الغداء ولطي صفحة الخلاف الذي طرأ على العلاقة بينهما على خلفية تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والعفو النيابي عن رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وفيما كان اللقاء مناسبة لدى أوساط سياسية للعودة بالذاكرة إلى الاجتماعات التي كانت تعقدها قوى «الموالاة» آنذاك في مقر الرئاسة الثانية في مواجهة «لقاءات البريستول» لفريق المعارضة، فإن الرئيس كرامي صوّب المشهد أمس لجهة وصفه اللقاء مع الرئيس بري بـ«لقاء الأحباب والأصدقاء، وقد أخجل تواضعنا بلطفه وبكرم ضيافته».
وقال كرامي إنه عرض كل الأمور مع رئيس البرلمان، واستطلع منه ما حققه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مساعيه لحل الأزمة، لافتاً إلى أن الأمور تبشّر بالخير.
وسئل: هل هناك أمل بالتوصل إلى نتائج في المدى المنظور؟ أجاب: «المعارضة طلباتها عادلة ومحقة. ونكرر أن هذا البلد لا يُحكم إلا بالتوافق، واليوم هناك ظروف صعبة، وأمام قرارات أصعب، ويجب أن تشارك المعارضة. وهذه المشاركة لا تكون الا عن طريق الثلث الضامن. جرى الاتفاق على سيناريوهات عدة، وواضح أن السلطة أو أصحاب الأكثرية الوهمية يعطون الوعود ويوافقون عليها دائماً ثم ينقلبون عليها. كنا نتمنى أن يشعر الموجودون في سدة المسؤولية بهذه المسؤولية، خصوصاً تجاه عذابات الناس. ويكفي القلق على المستقبل وعلى الوضع الاقتصادي. وعلى الرغم من كل هذه الامور فإننا ما زلنا نرى من الفريق الحاكم المناورات والاستخفاف بكل الأمور.
سئل: حصلت من «تيار المستقبل» استفزازات لقوى أخرى ومنها في طرابلس؟ أجاب: «نحن ضد كل ما يوتر الشارع بغض النظر من أين يأتي، لأنه يكفي الناس ما هم فيه. وأنتم تشاهدون الحقن المذهبي وكل هذه التوترات التي تؤدي الى حال قلق وصعوبات كبيرة عند الناس، ولا نريد أن نزيد الطين بلة، بل ندعو الجميع الى التعقل والتروي والترفع فوق المصلحة الخاصة من اجل مصلحة هذا الوطن».
ورأى أن «الادعاء بأن المعارضة من لون واحد وجيّشت كل الرأي العام، خصوصاً السنة، هو ادعاء غير صحيح، وآخر تجمع للمعارضة الاحد الماضي اثبت انه كان من كل الاطياف. ومن جهة أخرى، فإن المعارضة عندما دعت الى الاعتصام قالت إنها ستجمع حشداً كبيراً وستتصرف ضمن الدستور وما تنص عليه القوانين، وسيكون التحرك حضارياً، وهو كان كذلك بشهادة الجميع. الاعتصام والتظاهر حق من حقوق الناس، وأهم تعبير ديموقراطي يفاخر به لبنان، وحدث قبل ذلك كثيراً. لذلك فإن هذا القول مردود، ونقول بكل صراحة إننا سننتظر هذين اليومين أو الثلاثة، فإذا عاد الأستاذ عمرو موسى كان به، وإلا فهناك دراسات كثيرة بشأن التصعيد التدريجي من أجل الضغط لإنهاء هذا الوضع. فمن غير المعقول بقاء هذا الوضع على هذا الشكل الى أبد الآبدين».
وكان بري قد استقبل امس أيضاً، سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز الخوجة والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون، كما استقبل رئيس المنظمة العربية ــ الإنكليزية رجل الأعمال السيد نظمي أوجي الذي قدم سيارتي إسعاف دعماً للجنوب اللبناني، واحدة للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين والثانية لكشافة «الرسالة الإسلامية».
(وطنية)