طير حرفا ــ آمال خليل
لا تزال مدرسة طير حرفا الرسمية الحدودية تعاني تفشّي فيروس «الصفيرة» في صفوف تلاميذها الذين يؤمّونها من البلدة والبلدات المجاورة، ولا سيما من الجبّين وشيحين.
وإذ تلقّى بعضهم العلاج في مستشفيات مدينة صور، والبعض الآخر في البيوت، فإن حالات جديدة تسجّل بسبب سرعة انتقال هذا المرض بالعدوى، والذي يتطور ليسبب التهاب كبد وبائياً. فيما وزارة الصحة، بحسب مدير المدرسة عبد الرضا عطايا، «لم تتجاوب مع المناشدات المتكررة التي أرسلتها إدارة المدرسة والبلدية، لتقوم بمعاينة الطلاب وتأمين اللقاحات والعلاج لهم».
ويوضح مدير المدرسة تفاصيل انتقال مرض الصفيرة «بأنه انتقل بالعدوى من تلامذة يسكنون في بلدة شيحين المجاورة، بعد العدوان الأخير. وتبين أن عيّنات المياه المستعملة في المدرسة والبلدة ملوثة بعد أن أرسلت إلى المختبر لفحصها». وبالرغم من ذلك، فإن المؤشرات لدى الأهالي والخبراء في شيحين وطير حرفا والجبين تشير إلى أن سبب ظهور المرض هو تلوّث المياه والمزروعات إثر القصف المدفعي المركّز الذي تعرضت له هذه المنطقة الحدودية خلال العدوان.
هذا ما يؤكده الطبيب في مستشفى نجم في صور الدكتور ناصر نجم الذي عاين حالات عدة من الأطفال المصابين بفيروس الصفيرة من قرى طير حرفا وشيحين ومعركة والقاسمية وطير دبا. ويلفت إلى «أن المرض ظهر بداية في القاسمية بسبب تلوث المياه فيها بعد قصف الجسور والعبارات القريبة من محطة ضخ المياه من نهر الليطاني».
ويلفت نجم إلى أن «معظم الأطفال لا يتلقون اللقاح ضد الصفيرة، لأن كلفته عالية ووزارة الصحة لا توزعه مجاناً». وبعد انتشار مرض التيفوئيد بعد انتهاء العدوان، يتوقع د. نجم «تفشي نسب عالية لمصابين جدد بين الأطفال، بمرض السرطان وأمراض الدم والتي ستظهر تدريجياً كأحد آثار العدوان».