عامر ملاعب
لم تكن مناطق الجبل استثناء في يوم المعارضة الطويل، فقد شهدت حركة اعتراضية واسعة في العديد من المناطق وخاصةً قضاء عاليه

منذ الخامسة والنصف صباحاً، ساعة الصفر لانطلاق التظاهرات، تحركت آليات المعارضة فتقدمت الشاحنات التي رمت كميات من الاتربة والحجارة قطعت الطرق الرئيسية. والمحطة الأولى كانت مع تجمع للحزب الديموقراطي اللبناني في مدينة عاليه وقطع طريق بيروت ــ دمشق الدولية في أكثر من موقع، صعوداً نحو بلدات بحمدون ــ صوفر حيث تولّت تجمعات من الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديموقراطي قطع الطرق بين هذه القرى.
تحركات المعارضة نفّذت بشكل مدروس لولا بعض الاشكالات التي وقعت مع عناصر من الحزب الاشتراكي في بعض الاماكن، فتحول التجمع في عاليه الى نقطة توتر إذ تجمع أنصار الاشتراكي قبالة المعتصمين وحاولوا استفزازهم لولا تدخل الجيش اللبناني وإبعاد الفريقين عن بعضهما، ولقد فاجأ أحد عناصر الاشتراكي القيادي في الحزب الديومقراطي صالح العريضي بضربة من الخلف على رأسه من مسدس حربي أدت إلى إصابته بجروح طفيفة. وأثمرت المساعي إعادة فتح الطريق عند الساعة 11 قبل الظهر.
أما في بلدة صوفر، فقد اقتحمت عناصر من الحزب الاشتراكي تجمعاً لقوى المعارضة، وأطلقت عليهم النار، الأمر الذي أدى إلى سقوط جرحى من الحزب السوري القومي الاجتماعي، هم حافظ سعيد الاحمدية، علاء ممدوح عبد الخالق، زهير كمال الصايغ وإياد خطار عبد الخالق، وإصابة الأخير بالغة الخطورة، ونقل المصابون إلى مستشفيات قلب يسوع وجبل لبنان. وقد عرف من مطلقي النار، معين الأحمدية الذي قيل انه فرّ إلى قصر المختارة. ولقد تمكنت عناصر القومي من مصادرة السلاح الحربي الذي استخدمه الجاني ورقمه FJ09121 مع كمية من الرصاص المتفجر وسلمه إلى الجيش اللبناني، ولاحقاً اعلن الحزب الاشتراكي تسليم الجاني للقوى الامنية.
وفي خطوة أظهرت رغبة الحزب الاشتراكي في عدم تصعيد الموقف، أكدت وكالة الشؤون الداخلية لمنطقة عاليه الأولى، في بيان أمس "أنه بعد سلسلة الأحداث، يشجب الحزب كل الحوادث المؤسفة التي وقعت في صوفر، ويستنكر ما تعرض له القيادي في الحزب الديموقراطي صالح العريضي، ويعتبر أن الإطار الوحيد الذي يجب أن يسلكه الجميع هو الهدوء والتروي والاستيعاب، وأن يترك المجال للجهات الرسمية، أكانت أمنية أو قضائية، لتؤدي دورها حفاظاً على الأمن والاستقرار». وشهدت ساعات الصباح الأولى في منطقة خلدة ــ الشويفات ــ الحدث إقفال الطرق من جانب المتظاهرين بالاطارات المطاطية المشتعلة ومستوعبات «سوكلين» وأحجار وعوائق ترابية فيما غطت سحب الدخان الاسود سماء المنطقة، مما حال دون توجه المواطنين والموظفين وطلاب المدارس الى أعمالهم ودراستهم.
وفيما لوحظ إقفال للمحال والمؤسسات التجارية في هذه المنطقة، خرقت بعض المؤسسات الاضراب وفتحت محالها وشهد مثلث خلدة اشكالات حصلت مع عرب المسلخ الذين هتفوا بحياة الرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري وحاولوا فتح الطريق بالقوة، وهو ما تسبب بإشكال واحتكاك مباشر مع المتظاهرين، وسرعان ما تدخل الجيش اللبناني، مطلقاً العيارات النارية في الهواء لمنع التصادم.
وعند طريق الشوف ــ بيروت، مفرق بلدة دميت ــ ملتقى النهرين قام مناصرو تيار التوحيد اللبناني بقطعها وأحرقوا اطارات الدواليب. وقد أعلن التيار في بيان له «أن عناصر مسلحة من الحزب التقدمي الاشتراكي تدخلت وعمدت الى اطلاق النار على المعتصمين فتدخلت على الفور وحدات الجيش اللبناني وفصلت بين الفريقين»، فيما أكد مصدر في التيار لـ «الأخبار» أن «عناصر من القوى الأمنية شاركت في عملية إطلاق النار على عناصر التيار إلى جانب عناصر الاشتراكي». ونتيجة الاحتكاكات والصدامات التي حصلت، عمد الجيش الى استقدام قوة اضافية وعمل على فتح الطريق، وأقدمت عناصر من الاشتراكي على احراق سيارة المواطن نعمان ابو ذياب التي كانت متوقفة الى جانب احدى الطرق. أما بلدات بعقلين، بقعاتا، بيت الدين ودير القمر ومختلف القرى الشوفية فقد كانت الحركة فيها هادئة وكل الطرقات مفتوحة في كل الاتجاهات، والمحال التجارية فتحت أبوابها، والتلامذة ذهبوا الى المدارس. ولم يسجل في منطقة اقليم الخروب اي مظهر للاعتصامات او الإضرابات، باستثناء بلدة جون التي شهدت حركة إقفال تامة، فيما سيطر الهدوء على باقي قرى المنطقة وزاول الناس أعمالهم كالمعتاد.