طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
«حقناً للدماء، وصوناً للحرمات»، رفع علماء دائرة الأوقاف في طرابلس الصوت عالياً لـ«وقف فوري للنار»، بما يتيح «وضع حدّ لمعاناة المدنيين الأبرياء في مخيم نهر البارد»، و«إيصال قوافل الإغاثة إليهم».
وخلال اجتماع طارئ عقدته الدائرة، أمس، في حضور أمين الفتوى في الشمال الشيخ محمد طارق إمام ورئيس الدائرة عبد الفتاح كبّارة وجمع من أئمة وخطباء المساجد في الشمال، خيّمت أجواء الانقسام على المناقشات، وفق ما أشارت أوساط المجتمعين لـ«الأخبار».
ففي مقابل دعوات إلى «تشكيل وفد للقاء المسؤولين عن الجيش في الشمال، من أجل إرساء هدنة مؤقتة تسمح بإجلاء الجرحى والمدنيين ودفن القتلى، وإدخال المؤن والمواد الغذائية إلى المخيم، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات الشكلية»، ارتفعت أصوات أخرى لافتة إلى أن هذا الأمر «يتطلّب موافقة مسلّحي حركة فتح الإسلام على السماح بإخلاء المخيم من الجرحى والمدنيين، بعدما اتخذوهم دروعاً بشرية».
ولفتت المصادر إلى أن «سجالاً حاداً» دار بين المجتمعين، على خلفية مطالبة أكثريتهم بـ«الوقوف إلى جانب الجيش اللبناني ودعمه، والتبرّؤ من حركة فتح الإسلام بوصفها ظاهرة غريبة ومرفوضة على الساحة الإسلامية وفي المخيمات الفلسطينية»، مشيرة إلى أن بعض المجتمعين «رفض التعرّض للمدنيين عبر قصف المخيم بهذا العنف»، عبر طرح أسئلة من نوع: «لماذا استهداف السنّة في لبنان؟ وإذا كانت الحجّة هي وجود الأسلحة، فلماذا لا تتعرّض مناطق حزب الله في الضاحية ومناطق صبحي الطفيلي في بريتال للقصف؟ وإذا ما تعرّضت زغرتا أو جونية لقصف مماثل، فهل يمكن أن يمرّ هذا الأمر مرور الكرام؟».
وتضمّن البيان الذي أعقب الاجتماع أربع نقاط، هي: «وضع حد فوري لمعاناة أبنائنا المدنيين الأبرياء في مخيم نهر البارد لليوم الثالث على التوالي، تمكين الجهات المختصة من إيصال قوافل الإغاثة التي تحمل المساعدات والمؤن والأدوية فوراً، تأكيد ضرورة حقن الدماء، وخصوصاً دماء المدنيين الأبرياء، وتجنيب المساجد والمستوصفات والبيوت مما يطالها من القصف، ودعوة الجيش والقوى الأمنية ومسلحي ما يسمى فتح الإسلام وغيرها إلى الوقف الفوري للنار».