طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
أثار إقدام ستة أعضاء ينتمون إلى تيّار المستقبل وحلفائه على تقديم استقالتهم من مجلس طلاب كلية الصحّة العامة ـــ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية بلبلة في أوساط الكلية. وكانت الانتخابات الطالبية التي شهدتها الكلية أواخر الشهر قد أدت إلى تقاسم اللائحتين المتنافستين للمقاعد، ففاز شباب العزم (نجيب ميقاتي) بخمسة مقاعد إلى جانب مقعد سادس لـ «رابطة الطلاب المسلمين» (الجماعة الإسلامية)، فيما حظي «تيار المستقبل» بأربعة مقاعد ومقعدين لكلّ من «القوّات اللبنانية» و«حركة الاستقلال» (نائلة معوض). وقد شهدت الأيام المقبلة عمليات شدّ بين الفريقين، في محاولة منهما لاجتذاب صوت يرجّح كفة أحدهما على الآخر.
وخلال هذه الفترة استطاع «تيار المستقبل» استمالة أمل الحاج، الفائزة عن مقعد «رابطة الطلاب المسلمين»، إلى صفوفه، مرجّحاً بذلك كفته لانتخاب رئيس للمجلس، وهو ما جعل «شباب العزم» يردّون عليه بالمثل، باستمالتهم هناء عبد الفتاح (مقربة من التيار) إلى صفوفه، الأمر الذي أدّى إلى إعادة الأمور لنقطة الصفر.
إلاّ أنّ ما حصل خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس، جعل الأمور تتأزم بشكل غير مسبوق في كليات الشمال، ووضع الجميع أمام عقدة باتت تحتاج إلى جهود عدة لتجاوزها، وخصوصاً بعدما تبادل «شباب المستقبل» و«شباب العزم» الاتهامات عبر بيانات وبيانات مضادة حملت اتهامات من العيار الثقيل.
وبعدما كان مروان خوري (حركة الاستقلال) مرشح لائحة 14 آذار لمنصب الرئيس، أعلن «شباب العزم» ترشيح سامر العلي للمنصب ذاته، الأمر الذي كان يعني أنّ الأخير سيفوز بالمنصب بسبب فارق السنّ الذي يصبّ لمصلحته على حساب منافسه، بعد تعادلهما بالأصوات، غير أنّ الأعضاء الستة المحسوبين على فريق 14 آذار قاطعوا جلسة الانتخاب، فطار النصاب الذي يفترض حضور نصف عدد الأعضاء زائد واحد كي تكون الجلسة قانونية، وبالتالي تعطلت جلسة انتخاب الرئيس.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، إذ أصدر «شباب المستقبل» بياناً شديد اللهجة، أصرّوا فيه على «تبيان الحقائق التي يحاول البعض أن يوصد أبوابها بالأساليب الملتوية، وبالتهديد والوعيد والضغط على زملائنا الطلاب». من جهته، أكّد منسق انتخابات الجامعات في «شباب العزم» أحمد الخطيب لـ «الأخبار» أنّ «اتصالات جرت على مستوى عال، ضغطت باتجاه إعادة الانتخابات، وهو ما يبدو أنّ مدير الكلية الدكتور مؤمن بارودي سيفعله، بعدما وجد «تيار المستقبل» أنّ مصلحته تصبّ في هذا الاتجاه».
ولفت الخطيب إلى «أنّ هذا التصرف يكشف زيف الأداء والممارسة غير الديموقراطية عند الفريق الآخر، لكنّ ذلك لن يثنينا عن موقفنا، ونحن مستعدون لإعادة الانتخابات مجدداً، أو لأي أمر آخر».