«إذا وجدوا أن هناك تعذراً لقيام انتخابات نيابية، نطرح عندذاك انتخابات رئاسية من الشعب مباشرة لمرة واحدة»، هذا ما أعلنه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، أول من أمس. وجاءت الردود لترى في ذلك «بدعة» و«تلاعباً بالدستور» وأن «الخروج من الأطر الدستورية المتفق عليها، هو دخول في المجهول».فأمام أكثر من 3000 معلم من التيار الوطني الحر، احتشدوا في قصر المؤتمرات في ضبيه، لمناسبة عيد العمال، رأى عون وجوب «العودة الى الشعب، عندما تقفل كل المخارج بين المؤسسات الدستورية التي تمارس الحكم، لكي تتم إعادة تكوين السلطة. وهذا يحصل إما من خلال التفاهم وإما من خلال الانتخابات»، معتبراً أن «من يرفض العودة الى صناديق الاقتراع متآمر، أكان في السلطة أم خارجها، لأنه يقود البلد الى صناديق الخرطوش».
وفي اليوم نفسه، رد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، محذراً من أن «عدم احترام الدستور سيفتح الابواب علينا وعلى كل مجهول في المستقبل». وسأل: «هل من المنطق تغيير نظام دولة وبلد، اذا جرت الانتخابات الرئاسية وفقاً للدستور ولم تناسب احدنا؟ هل يجوز طرح تعديل كامل للدستور باعتبار أنه يلائم احدهم ولا يناسب آخر؟».
وأمس، أسِف الرئيس أمين الجميل، لصدور هذا الاقتراح «في هذا الوقت، لأن مجرد الخروج من الأطر الدستورية المتفق عليها هو دخول في المجهول يجر الخراب على كل البلد». وتمنى على كل السياسيين «الا يطرحوا أفكاراً خارجة عن المنطق والمعقول».
كذلك هاجم الاقتراح وزير الاتصالات مروان حمادة، معتبراً أنه «بدعة جديدة لا تتناسب مع النظام السياسي اللبناني»، وأنه «ينسف الدستور والتوافق القائم» و«يفتح أبواب جهنم على قضية العددية والمشاركة التوافقية».
وحذرت الجماعة الاسلامية «من التلاعب بالدستور أو التلويح بحكومتين»، معتبرة أن من شأن ذلك «أن يأخذ البلاد الى المجهول، وينذر باضطرابات لا يمكن التكهن بنتائجها».
ورداً على الردود، قال المسؤول في التيار الوطني جبران باسيل، إن الاقتراح «هو المنطق السليم السائد في دول العالم»، مستشهداً بثلاثة أمثلة على المطالبة بالانتخابات النيابية المبكرة: اسرائيل نتيجة الهزيمة في حرب تموز، تركيا بسبب عدم تأمين نصاب الثلثين لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وفي اوكرانيا بعدما انفرط التحالف الانتخابي بعد الثورة. ورأى ان هذه الشروط الثلاثة «تتوافر في لبنان».
وردّ النائب نبيل نقولا على اعتبار النائب وليد عيدو الاقتراح بأنه «حرب إلغاء جديدة»، بالقول إن ذلك «يدل على الدرك الذي وصل اليه أمثال النائب عيدو، وهم من أصحاب التاريخ الحافل بالتسلط والاستئثار والديكتاتورية والعمالة». وأسِف «لهذا الزمن الرديء الذي أصبح فيه الحر متهماً والعميل مكرّماً والفاسد مسؤولاً والمجرم مبشّراً».
من جهة ثانية، استقبل عون أمس، كلاًّ من السفير الأميركي جيفري فيلتمان وسفير الاتحاد الاوروبي باتريك لوران.
(الأخبار، وطنية)