طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
طرح الإشكال الذي وقع مساء أول من أمس في محلة جبل محسن العالي في طرابلس، وأدى إلى إحراق مقر «جمعية الفرسان الخيرية» التي يرأسها رئبال رفعت الأسد، تساؤلات عدة عن أبعاده الحقيقية، إن كان من جهة التوقيت، أو لناحية التداخلات السياسية فيه، والتي تجاوزت حدود المنطقة والتنازع على زعامتها المحلية، لتمتزج بالصراع السياسي الداخلي المحتدم على الساحة المحلية، وصولاً إلى التجمع القومي الموحد المعارض الذي يقوده نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد الذي قال في بيان أصدره أمس من لندن «إن عناصر المخابرات السورية أطلقت النار على أنصار التجمع، وهو ما اضطرهم للرد دفاعاً عن النفس». وأضاف البيان «إن القيادة العامة للتجمع القومي الموحد تدين الاعتداء والأسلوب الذي جرى فيه، وهو تسلل أربعة من ضباط المخابرات السورية إلى طرابلس واختباؤهم (...) ثم قيامهم باعتدائهم الغادر».
وكان الإشكال قد وقع عقب خلاف فردي، سرعان ما تطور الى اشتباك بالأيدي وتضارب بالعصي والحجارة وإطلاق للنار في الهواء، قبل أن يعمد شبان غاضبون من أنصار النائب السابق علي عيد إلى اقتحام مبنى الجمعية وإحراقه، وإضرام النيران في سيارة مديرها نضال صبح، قبل تدخّل الجيش اللبناني لفض الإشكال، وقيامه بعمليات مداهمة واعتقالات.
الا أن رفعت علي عيد أوضح لـ«الأخبار» أن «أهالي المنطقة اشتكوا منذ مدة من تصرفات ونشاطات مريبة تقوم بها الجمعية أخيراً، خصوصاً لناحية استقطابها شباناً من ذوي السوابق، وشائعات عن توزيعها أسلحة وحبوب مهدئة، الأمر الذي دفع فاعليات الجمعيات والهيئات في المنطقة ومشايخها ورؤساءها الى مراجعة الجهات الامنية المختصة، إضافة الى محافظ الشمال، وتقديمهم عرائض تطالب الدولة بالتحرك لوضع حد لهذه التجاوزات، لكن للأسف لم يتحرك أحد لمعالجة الامر، واتضح ان هناك تقاعساً رسمياً غريباً في التعاطي مع الموضوع، لأن الجمعية مغطاة سياسياً من رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي المقدم وسام الحسن، الذي يبدو كأنه الآمر الناهي في الشمال».
وأبدى عيد استغرابه لناحية «مطالبة السلطات الامنية بتسليم عدد من الاشخاص المتهمين في الحادثة، مع أن رأس الافعى في الموضوع، وهو نضال صبح، لم يتم توقيفه رغم أنه اطلق النار على الشبان العزّل، بل تم انزاله معززاً مكرّماً بسيارة تابعة لفرع المعلومات، وأفرج عنه لاحقاً».
بدوره، مختار التبانة عبد اللطيف صالح، أوضح لـ«الأخبار» أن «الجمعية التي أعلنت عن نفسها منذ نحو ثلاث سنوات، وبدأت عملها فعلياً قبل 8 اشهر، رُفض العلم والخبر الذي تقدمت به الى الدوائر المختصة؛ وبرغم أنها بدأت نشاطها على انه خيري، فإن توجّهها نحو اصحاب السوابق، وإعطاءهم رواتب شهرية تصل الى 800 دولار، جعلنا نتساءل عن خلفية هذه الاعمال الخيرية، اضافة الى انه قبض قبل قرابة شهر ونصف على شابين تابعين للجمعية، هما س.ا. وم.ا، وضبطت معهما بدلات ورانجات عسكرية». ولفت صالح إلى أن «السلطات الامنية طلبت تسليم 17 شاباً للتحقيق معهم في الحادث، فيما رئيس الجمعية واثنان من اعضائها، هما آ.د أ.م أطلقوا النار على المتظاهرين، ولم يتم إلقاء القبض عليهم او حتى استجوابهم، لأن الجمعية وأعضاءها مدعومون من فرع المعلومات ورئيسه».