فسّر رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، موقف البطريرك الماروني نصر الله صفير من التعديل الدستوري، بأنه محاولة لتحفيز الجميع «على وعي مسؤولياتهم واستدراك الفراغ الذي يمكن أن يحصل، وأن يصلوا الى التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية. وإذا لم يكن في الإمكان الوصول الى ذلك فكل الاحتمالات واردة للوصول الى الانتخابات، لأن البطريرك يصر على انتخاب رئيس في الموعد الدستوري»، مضيفاً ان ذلك هاجس صفير لأن دونه «مشاكل ومطبات كبيرة لا يمكن لبنان ان يتحملها في الظروف التي نعيشها اليوم».ونقل عن صفير بعد لقائه أمس في الديمان أنه «مع التوافق والوفاق»، مشيراً الى أنه «لطالما نادى بتشكيل حكومة وفاق وطني أو حكومة إنقاذ وطني يشترك فيها العديد من المرجعيات السياسية في لبنان لتدبير شؤون البلاد والتحضير للانتخابات الرئاسية». وإذ رأى أن «حرارة وحماوة الترشيحات شيء جيد ديموقراطياً»، لفت الى أن الظروف الحالية «والإشكاليات والتباينات في الآراء»، تستدعي الارتقاء الى مستوى المسؤولية، والاتفاق «للوصول الى جامع مشترك نصل به الى رئيس توافقي يمكن أن يجمع شمل الجميع وينهي الحالة الشاذة التي نعيشها».
ورداً على سؤال عن إمكانية الوصول الى التوافق، عوّل الخازن على دور رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي «يسعى جاهداً للوصول الى الاتفاق حول رئيس توافقي، وأجواؤه تفاؤلية دائماً، ويرى ان الوقت مناسب، وان الاستحقاق الذي لطالما انتظرناه سيحصل وسنتفق على رئيس وننهي هذه المشكلة القائمة». وكان صفير التقى صباحاً داود الصايغ موفداً من النائب سعد الحريري. واكتفى الصايغ بعد اللقاء بالقول إن «الزيارة تندرج في إطار التشاور المستمر بين النائب الحريري وغبطة البطريرك».
ثم استقبل نادين أبي رعد مساعدة النائب جو كومارتن ممثل الحزب الديموقراطي الكندي الجديد عن مقاطعة أنتوريو الكندية في البرلمان الكندي، التي سلمته شهادة من كومارتن يشيد فيها بمواقف صفير «رجل سلام وحوار في منطقة تشهد صراعاً شديداً وتوتراً بين القوى الإقليمية والدولية، وقائد ديني قادر على إقامة التوازن بين دوره الديني والوطني». وتمنى للبنان «الاستقرار في هذا الظرف العصيب»، معرباً عن تخوف البرلمان والشعب الكنديين «من حصول فراغ على صعيد رئاسة الجمهورية»، ودعا اللبنانيين الى «ان يعمّقوا حوارهم ويتجاوزوا مواقفهم المتقابلة المتشددة، ويتوصلوا الى تفاهم حقيقي يضمن وحدة بلادهم ومستقبلها الديموقراطي».
والتقى صفير المونسنيور فيليب غوش، المحامي ريمون صفير، سفير لبنان في الجامعة العربية عبد الرحمن الصلح ونجله رياض، المحامي أنطونيوس أبو كسم، وآغوب تاكايان، ومدير مركز الدراسات والأبحاث سيمون سعادة.
(وطنية)