أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «أن بلدنا يمر بأزمة كبيرة»، موضحاً أنها أزمة وجودية «لأن هناك فريقاً من اللبنانيين يتعاون مع الخارج ويرفض القسم الأكبر من شعبه، ويريد أن يفرض عليهم شروطه وطرق عمله خارج إطار الشرعة اللبنانية المتمثلة بالدستور اللبناني».وأشار عون خلال استقباله في الرابية، أمس، وفداً شعبياً من جبيل إلى «أن هناك خروجاً عن أصول الحكم، بدأ منذ عام 2005 مع الحكومة الحالية واستمر معها عندما أخذت تقصي وتعزل القسم الأكبر من اللبنانيين»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر تجلّى في الأساس عند إقصائنا عن الحكم ولم تقبل تمثيلنا كما يجب أن يكون، ومن ثم استقال الوزراء الشيعة بسبب التسلط في مجلس الوزراء، ولا يزال هذا التسلّط موجوداً».
ورأى عون أن «كل أزمة من هذه الأزمات كانت تفرض أن تستقيل الحكومة وأن تتألف حكومة جديدة تمثّل جميع اللبنانيين، لكن مع الأسف هذا القسم الحاكم يتعاون مع الخارج لأهداف غير لبنانية، فلو كانت الأهداف لبنانية لكان سعي إلى التفاهم والوفاق بين اللبنانيين»، مذكراً «الطامعين في الحكم، بكلمة مكتوبة في السرايا الحكومية للشهيد رئيس الحريري ـــــ رحمه الله ـــــ «لو دامت لغيرك لما اتصلت إليك».
وسأل «ماذا فعل رئيس الحكومة ليمنع التوطين؟ فليأخذ فقط تصريحاً واحداً من أصدقائه الدوليين الذين يدعمونه، يقولون فيه علناً وبوضوح إنهم ضد التوطين في لبنان وإن عندهم الحل لعودة الفلسطينيين أو لحل مشكلتهم».
وقال: «هذا التحدي البسيط والمهذب والسياسي نرسله إلى الحكومة الحالية(...)» و«التحدي الثاني هو أن يقولوا لنا لماذا يدعمون حكومة السنيورة؟ ولماذا كانت مكافأتنا نحن الذين سعينا لخلق تفاهم بين اللبنانيين، كل هذا الهجوم المركز علينا؟»، مؤكداً أن هذا التفاهم أعطى اللبنانيين «الطمأنينة وكان بشارة سلام في ما بينهم بعد 30 أو 40 سنة من القلق والحروب»، سائلاً المجتمع الدولي الذي أقرّ القرار 1559، «لماذا عندما قدمنا له آلية حل سلمية لتنفيذ قراره رفضها؟! لماذا الحلول التفاهمية بين اللبنانيين ممنوعة؟».
وسأل عون «ما هو ارتباطنا بإيران وبالأزمة الإيرانية؟ ما هو ارتباطنا بسوريا وبأزمتها مع الخارج؟ لماذا نحن سنكون أداة للاستعمال ضدهم؟ وأضاف: «عندما كانوا يحتلوننا رفضناهم، ورفضنا احتلال أرضنا، فأرسلوا لنا الطائرات والمدافع والدبابات وباركهم الخارج، واليوم يريدوننا أن نحاربهم عندما صاروا في بلادهم، وعندما حان الوقت لبناء السلام والعودة إلى العلاقات الطبيعية معهم».
وعن موضوع التسلح قال عون: «لماذا يبشّرون بسياسة البنادق والنار التصادمية، والأعجب بالأمر «يتحدثون عن التسلّح وكأنّهم يضيئون الشمع في كنائس مار مارون».
(الأخبار)