انتقد الوزير المستقيل محمد فنيش تصريح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تناول فيه خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معتبراً أنه «جعل نفسه فريقاً وخرج عن الأصول الدبلوماسية ليبني عليه موقفاً ليس على أساس خطاب السيد نصر الله بل على أساس الموقف الذي كوّنه من الفريق الآخر».وأشار الى أن «الفرنسيين يبذلون جهوداً من أجل تمكين اللبنانيين من التفاهم، لكن الشروط الأميركية والسعي للإتيان برئيس ينفذ القرار 1559 ومن دون الاتفاق على موضوع الحكومة، كل ذلك يعرقل المساعي الوفاقية ويعطل التوافق».
وأكد فنيش أن «أحد أبرز المعوقات في موضوع انتخابات الرئاسة هو التدخل الأميركي الذي لم يتوقف ويسعى إلى دفع الأمور إما لانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً أو إبقاء هذه الحكومة اللادستورية، وهو يكشف أيضاً مدى استعداد الأميركيين للتحريض باتجاه مخالفة الدستور بهدف منع المعارضة من أن تكون شريكة في السلطة».
ورأى في حديث لإذاعة «النور» أن «هناك تجاهلاً كبيراً في لبنان لمن هو أكثر تمثيلاً على المستوى الشعبي أو على المستوى البرلماني بدليل ما سمعناه من البعض عن أنه يقبل عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية شرط ألا يكون متحالفاً مع «حزب الله» ومعنى ذلك أن الأميركي لا يقبل بأي مرشح له أجندة وطنية محلية مختلفة عن الأجندة الأميركية».
بدوره استغرب مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي، بعد استقباله سفيرة أوستراليا ليندال ساكس، «مواقف كوشنير، في شأن خطاب الأمين العام لحزب الله، وتحميله إياه نيات ومعاني لم ترد في كلمات الخطاب ولا في مضمونه»، مشيراً إلى «أن كوشنير لم يطّلع على الخطاب، وإلا لكان فهم بيسر أن سماحة الأمين العام قد شدد على ضرورة التوافق، بل رسم مساراً مُفضياً إليه عبر تحذيره الصارم من عواقب الرهان على خرق الدستور وفرضه أمراً واقعاً، ولأدرك دون عناء أن خطابه يعطي للمبادرات الوفاقية قوة وزخماً، بحيث لا تعود أسيرة تهديد الإدارة الأميركية وأدواتها في لبنان».
وأضاف: «لقد سبق أن نبّهنا القائمين على المبادرة الفرنسية إلى أن ثمة من نصب لها الكمائن لإفشالها وحملها على التسليم بخرق الدستور نصاً وعرفاً، والاعتراف بمنتحل صفة معتدٍ على سدة الرئاسة أُتي به بما يسمّى النصف زائداً واحداً. وأن تأتي تصريحات السيد كوشنير بعد ذلك، فهذا دليل على أنه كان ضحية تضليل مارسه عليه بعض أصدقائه في لبنان ممن احترفوا التزييف وامتهنوا التحريف».
وختم: لقد كنا في طليعة المرحّبين بالمبادرة الفرنسية حين كان المضلّلون والمحرّفون يتربصون بها دوائر الخيبة. ونحن من موقع الحرص على تحقيق التوافق، نأمل أن يتحلى الوزير كوشنير بالدقة والأناة بما يكفي للحؤول دون السقوط في الكمائن الأميركية أو الوقوع في أشراك الأدوات الأميركية من المستأثرين المحليين».
(وطنية)