ينظم «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» ندوة من ثلاث حلقات بعنوان «العلاقات اللبنانية ـــــ الأميركية: ثوابت ومتغيرات»، بدأت أولاها أمس في مقره، وحضرها سفراء سابقون وشخصيات سياسية وحزبية وأساتذة جامعيون. بداية وُزّع كتيّب تضمن كلمة خاصة لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس على المشاركين في الندوة جاء فيها: «إن اختيار هذا الموضوع، وفي ظل الظروف البالغة الدقة التي يمر بها وطننا لبنان، يلبّي حاجة ويستجيب لفائدة. فلبنان الذي يتطلع الى بناء أفضل العلاقات مع دول العالم وشعبه، يحتاج الى فهم دقيق وعميق لما تتأسس عليه هذه العلاقات من مصالح وقيم. ولبنان العارف والمدرك لهذه المصالح والقيم هو الأقدر على بلورة سياسة خارجية تحقق لأبنائه النفع والفائدة في علاقاته مع الآخرين». وقال: «إن المسؤولين الأميركيين يؤكدون باستمرار أن لبنان اليوم، من أولويات سياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط».
وأدار الندوة رئيس المركز السفير عبد الله بوحبيب فأشار الى أن المركز «يطلق الندوة وهي حلقة في محور «لبنان في العلاقات الخارجية: فاعل أم أداة؟»، وتتناول الثوابت والمتغيرات في العلاقات اللبنانية ـــــ الأميركية».
وعرّف مستشار المركز الدكتور رغيد الصلح بعنوان المحاضرة، لافتاً الى أنها تجيب عن عدد من الأسئلة تتعلق بالسياسة الأميركية الحالية تجاه لبنان.
وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد «كارنيغي» الأميركي الدكتورة مارينا أوتاواي «إن إسرائيل تبقى ذات أهمية للولايات المتحدة»، وإنها «ليست المحرك الأول راهناً لسياستها تجاه لبنان». وأوضحت أنه خلال فترة التسعينيات «لم تكن القضية الإيرانية قد سخنت بعد، وكانت مفاوضات أوسلو تحمل أملاً في التقدم على صعيد القضية الفلسطينية، وكان لبنان يشهد مرحلة استقرار فتراجع وخفّ الاهتمام الأميركي بلبنان». وأشارت أوتاواي الى أن الاهتمام الأميركي بلبنان «برز مجدداً نتيجة عوامل عدة: الحرب على الإرهاب، والمعركة ضد محور الشر، وسعي إيران الى امتلاك قدرات نووية، وتصاعد النفوذ الإيراني بعد سقوط العراق، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتفاقم الحملة المعادية لسوريا، والقلق من حزب الله وخصوصاً بعد حرب عام 2006 مع إسرائيل. تتعدد هذه العوامل ولكن يبقى من المهم التأكيد أنها ليست مرتبطة بالدرجة الأولى بلبنان بحد ذاته، فلبنان بالنسبة الى الولايات المتحدة جزء من ساحة تدور فيها لعبة أكبر».
ثم ألقى رئيس مؤسسة بانرمان والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور غرام بانرمان كلمة عن أسباب المكانة المميزة للبنان من بين الدول العربية في السياسة الخارجية الأميركية، وأوضح «أن الاهتمام الأميركي السياسي بلبنان يشهد مداً وجزراً، وأن الاهتمامات الأميركية في المنطقة هي السبب الأساسي لهذه التموجات على رغم قدرة الأحداث في لبنان على التأثير فيها. وبالتالي للبنانيين، بما يقومون به، أن يؤثروا في الاهتمام الأميركي بلبنان». وقال «إن الاهتمام الأميركي بلبنان هو حالياً في أعلى درجاته منذ حوالى ربع قرن، وإن الدعم للبنان قوي في مختلف الدوائر السياسية، وبالحيوية نفسها في الكونغرس كما في البيت الأبيض، وتتطابق الرؤيا بشكل لافت بين صناع القرار. وينعكس هذا التطابق في كل القرارات الصادرة عن الكونغرس وتصريحات الإدارة. ويأتي هذا التطابق بمعظمه نتيجة اهتمام السياسة الأميركية بالمنطقة».
(الأخبار)