strong>إبراهيم عوض
تصريحات بوش ودوست بلازي في شأن «حزب الله» و«الثلث الضامن» جرى تصحيحها

بدا الرئيس فؤاد السنيورة هادئاً كعادته خلال استقباله مجلس نقابة محرري الصحافة أمس برئاسة النقيب ملحم كرم، إلا أن مسحة من الكآبة كانت تظهر على محياه بين حين وآخر لتتراجع عند استعانته ببيت من الشعر أو بجملة غنائية في معرض تناوله لهذا الموضوع أو ذاك، كما فعل في رده على كلمة النقيب كرم له بأنه «رهين المحبسين ليسا الشارع والسرايا بل الصبر وتقبل الحياة»، بذكره مقطعاً من أغنية للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب من شعر الأخطل الصغير يقول فيها «أنا العاشق الوحيد لتُلقى تبعات الهوى على كتفي».
استهل السنيورة حديثه بتهنئة كرم على اعادة انتخابه غامزاً من قناة التمديد الذي لا يحبه عموماً لينقل بعدئذ الى الإدلاء بدفاع مسهب عن مؤتمر «باريس ـــ 3» وما حققه من انجازات لمصلحة لبنان يصعب تكرارها.
وفي تناوله للقضايا السياسية الأخرى التي تشغل الساحة المحلية أي الأزمة الراهنة واعتصام المعارضة، والمحكمة الدولية وأحداث الجامعة العربية ومساعي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لم يأت السنيورة بجديد. وحدها الرسائل التي بعث بها الى الأمين العام للامم المتحدة في شأن المحكمة الدولية، التي كشف عنها الرئيس نبيه بري بدت «حديث الساعة» الذي استدعى رداً من رئيس الحكومة متسائلاً باستغراب عن «الذنب» الذي اقترفه في إطلاع الأمين العام للامم المتحدة على ما وصل اليه موضوع المحكمة في لبنان، وهو الذي شغل مجلس الأمن على مدى 11 شهراً، مع الاشارة الى أن ما ورد في الرسالة متداول في وسائل الإعلام. كما نفى أن يكون قد تطرق الى مسألة إقرار المشروع تحت الفصل السابع. وفيما كرر «للمرة الألف» استعداد الحكومة لمعاودة البحث في المشروع، أوضح أنه لم يتلقّ حتى الساعة «ملاحظة واحدة حولها».
وما لم يورده النص الخاص باللقاء الذي وزعه المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ونشر في الوكالة الوطنية للاعلام مسألتان. الأولى تتعلق بموقف الحكومة من تصريح الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أجاز فيه مطاردة «حزب الله»، ومن إعلان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي رفضه اعطاء المعارضة الثلث الضامن والثانية رأي السنيورة في ما يتردد عن مخاوف من «عرقنة» لبنان.
في المسألة الأولى قلّل السنيورة من التصريحين المذكورين بقوله إنه جرى تصحيح لهما من جانب بوش ومعاونيه والسفير الأميركي جيفري فيلتمان، ومن جانب دوست بلازي، متسائلاً «عما اذا كان علينا أن نجلس طوال النهار لنرد على فلان وعلان؟».
وفي الأمر الثاني شدد السنيورة على تحصين لبنان لمواجهة اي مخاطر تعترضه وذلك بالتمسك بالعيش المشترك وتعزيز الوحدة الوطنية مذكراً بالقول المعروف: «من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه».
وفي محصلة اللقاء ثلاثة أخبار طازجة: انعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل واتجاه لإقرار مكافآت القوى الأمنية، عودة قريبة لموسى، والتأكيد أن «جفنه لن يرف» اذا استقالت الحكومة بالطرق الديموقراطية ووفقاً للدستور لا تحت ضغط الشارع.
وفي مستهل حديثه الذي تركز على مؤتمر «باريس 3» حرص السنيورة على التأكيد أن ما حصل في هذا المؤتمر «ليس من أجل خدمة أو مساعدة فريق من اللبنانيين على فرقاء آخرين في لبنان، ونظلم أنفسنا إن نظرنا إليه بهذه الطريقة». وقال:«هذا المؤتمر ليس له أي ثمن سياسي، ولم يُصر إلى البحث معنا بأي أثمان سياسية».
وتطرق السنيورة الى الأزمة التي يعيشها لبنان فقال:« موقفي المعروف منذ زمن أنه في لبنان ليس هناك امكان لمعالجة أي أمر إلا بالتواصل والحوار (...) والغريب أننا كلنا نعلم أنه ليس هناك من بديل الا الجلوس على طاولة الحوار».
ورأى أن فكرة النزول الى الشارع «غير موفقة». وفي موضوع المحكمة الدولية لفت السنيورة الى «أنها لم تأت بالمنطاد بل هي ثمرة دراسة 11 شهراً وأنا أكرر أنه ليس لدينا ولا ينبغي أن يكون لدينا أي نية أو رغبة في تسييس المحكمة. وكل كلام على التسييس لخلق مزيد من التشنج. وما زلت أقول إننا حاضرون للنقاش، في كل النقاط التي يمكن أن تقدم الطمأنينة. نريد أن تتم هذه المحكمة لحماية اللبنانيين ولبنان لذا يجب ألّا يشعر اللبنانيون بأنهم يعيشون في جمهورية الخوف».
وعن ذكرى 14 شباط والإجراءات التي ستتخذها الحكومة، كرر أنه مع حرية التعبير مشيراً الى ان «هناك فئات تريد التعبير عن رأيها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا حقهم ويجب أن نعطيهم هذا الحق، ولكن ضمن القانون وأي شخص يعتدي على القانون نحن ضده».
وعن حادثة الجامعة العربية، واتهام السلطة بامتلاك ميليشيات مسلحة، قال: «هناك وجهات نظر في البلد، والذين سقطوا شهداء هم من الطرفين، وفي النهاية هم لبنانيون وعزيزون على قلوبنا. ليس لدى السلطة ميليشيات ونحن لا نؤمن بهذه الطريقة، أنا لست ضد الممارسة والعقل الميليشياوي فقط، لكني مع الدولة، وأنا نصير الدولة ولن انتصر الا لمنطقها».
من جهة أخرى استقبل السنيورة سفير المانيا في لبنان ماريوس هاس، ومدير برنامج الشرق الاوسط لمراقبة ديموقراطية القوات المسلحة ارنولد لوتهولد كما زاره عصر أمس شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن.