ليس فيه خجل بل كله افتخارإن «تاريخ التوق إلى الحرية، شاء أن يجعلنا على هذه الأرض جماعات بخصوصيات طوائفية وثقافية وإثنية»، وذلك بحسب الوزير السابق يوسف سلامة، الذي أضاف: «فلنتخلص من سراب الانصهار وكلفة الفكر القومي، ولنقبل أنفسنا بما نحن عليه، ولنرضَ بما يجمعنا ويميّزنا معاً، فنبني، هكذا، ما يوافق حقائقنا، وما يرتاح إليه وجداننا، وما يوصلنا إلى السلم الأهلي الحقيقي فالاستقرار».

أما آن للحق أن ينتصر؟
سؤال وجّهه شيخ عقل الطائفة الدرزية نصر الدين الغريب «في غمرة هذا الانقسام والتشرذم اللذين طال أمدهما»، وخاطب «المعنيين بشؤون الوطن: لقد آن لكم أن تنظروا بعين الرحمة والشفقة إلى شعب ربما كان جائعاً ويفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة»، لافتاً إلى أن الناس «في خوف على مصيرهم ومصير أولئك الأطفال الأبرياء. فما ذنبهم أيها السادة إلا أن يكونوا لبنانيين وتحت حكمكم وأنتم لا ترحمون».

إجماع على الانقلاب على الدستور
مخرج حدّده النائب السابق صلاح حنين «لفترة معينة، لانتخاب أو تعيين رئيس الجمهورية»، «ما دام هناك إجماع على الرئيس التوافقي»، لافتاً إلى أن مجلس النواب «أصبح هيئة انتخابية لا اشتراعية»، و«لم يعد باستطاعته القيام بأي عمل، لا أن يفسّر ولا أن يعدّل ولا أن يشرّع». وبرّر «هذا الانقلاب» بأنه لمصلحة الدولة، «وإلاّ سيبقى أي عمل آخر معرّضاً للطعن»، داعياً إلى «عدم الدخول من باب مزيّف ومزوّر، وخرق الدستور».

الأمور الأخرى إجراءات طبيعية
«وخصوصاً أنه جرى التوافق على شخص الرئيس، وهو قائد الجيش العماد ميشال سليمان». لذلك، دعا النائب علي عسيران إلى «الإسراع في عملية انتخاب الرئيس»، مضيفاً «إن الأمل ما زال معقوداً على جلسة السبت». ورأى أن تأجيل جلسة الاثنين «كان بهدف المزيد من المشاورات التي نأمل أن تؤتي ثمارها ليصل لبنان إلى شاطئ الأمان».

دكتاتورية مبطنة بديموقراطية صُوَرية
اتهم اللواء عصام أبو جمرا، الولايات المتحدة الأميركية، باستعمالها. وقال إن طريقة النائب ميشال عون في «تحقيق السيادة والاستقلال والقرار الحر» لا ترضي أميركا، مضيفاً: «نحن من دعاة المنطق ولا نطلب أكثر من حقوقنا». وسأل عمّا إذا كان همّ النائب أنطوان زهرا «أن يمثله وزير واحد في الحكومة من دون المطالبة بحقوق
الآخرين؟».

بحران في لبنان
تحدث عنهما رئيس ندوة العمل الوطني عبد الحميد فاخوري، الأول هو «بحر الغلاء المتصاعد والفساد المستشري والهجرة المتنامية» الذي يغوص فيه اللبنانيون، «بينما ينصرف السياسيون إلى خلافاتهم المستمرة». أما الثاني فهو «بحر من الشتائم ليس له قرار»، لا تزال تنحدر فيه لغة الاتهامات التي يتبادلها هؤلاء السياسيون. ورأى أن ما يعوق انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية «هو خلافات يمكن بسهولة تجاوزها إذا حسُنت النيات».

لم يعد ثمة مجال للشك
عند الحزب الشيوعي اللبناني «في أن المصدر الأساسي لأزمات لبنان واللبنانيين يكمن في الخلل في نظامه السياسي الطائفي» الذي «ينتج الأزمات ويعمّق الانقسامات». ورأى أن البلد يعيش «حقبة خطيرة من تفاعل وتداخل صراعات وأزمات الداخل والخارج، الإقليمي والدولي»، وأن «الاحتواء النسبي والمؤقت للأزمة، لن يكون بغير اعتماد مبدأ المشاركة والكف عن منطق الاستئثار». وحذر من أن «الإمعان في السعي إلى التفرد، لا بد من أن يفاقم عوامل الانقسام».

ثلاثة أثمان
مهدّد لبنان بدفعها، بحسب رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي، وهي أثمان صيغته وفرادته ووحدته وسلامه، وذلك «نتيجة لصراع القوى العظمى ومشاريعها على الساحة اللبنانية، ولاختلاف اللبنانيين في ما بينهم، وضعف نفوس بعضهم، ما سمح بتسرّب الأزمات الكبيرة».