ثائر غندور
ينقل زوّار مقر حزب الكتائب في الصيفي انزعاج بعض المقرّبين من سامي الجميّل لوجود صورة رئيس الحزب كريم بقرادوني قرب صورة الرئيس الأعلى أمين الجميّل. يقول هؤلاء: «كل مكاتب الصيفي مفتوحة لبقرادوني، ولكن بعد أن ترفع صورته عن الحائط». وهذا ما سينتجه المؤتمر الاستثنائي لحزب الكتائب، اليوم. ستُزال صورة بقرادوني عن الحائط، مثلما سيبتعد عن الحزب عدد من الكوادر الحزبيين القريبين من بقرادوني وغيره من الرموز الكتائبيّة.
سيُنتج الحزب مجموعة تغييرات تنظيميّة وسياسيّة، تضعها قيادة الحزب في إطار تجديد الدم الحزبي، فيما تقول المعارضة بلسان أحد أعضاء المكتب السياسي الحالي إنها خطوة لتسليم سامي الجميّل الحزب، و«انتقال مشروع الحزب من الوفاق الوطني إلى الفدرالية، وهذا هو السبب الرئيسي لاستيائنا، وخاصة أن الطريقة التي تجري بها الأمور، عدائية، تذكّرنا بالانقلابات السياسيّة أيام الحرب».
ومن أبرز التعديلات التنظيميّة تقليص عدد أعضاء المكتب السياسي، ليصيروا سبعة وعشرين عضواً بدل سبعة وثلاثين، يكون ستة منهم منتخبين من أعضاء المكتب السياسي ومعفيين من المهل الزمنيّة. ويقول المعارضون إن هذا الإجراء هو للإفساح في المجال أمام المقرّبين من أمين الجميّل، مثل ابنه سامي وصهره ميشال مكتّف وغيرهما.
وفي الشق السياسي، فإن جوزف أبو خليل، الذي أعدّ الوثيقة السياسيّة، لم يأتِ على ذكر الفدراليّة، ما أثار امتعاض بعض المقرّبين من سامي الجميّل.
ويشن المعارضون هجوماً شرساً على القيادة الحزبيّة، وخصوصاً الجميّل الابن، لكنّهم لم يستطيعوا إنشاء جبهة موحّدة رغم سعيهم لهذا. ويحمّل أحد هؤلاء المعارضين رئيس الحزب كريم بقرادوني هذه المسؤوليّة. فهو لطالما ماطل في عقد اجتماعات سياسيّة في منزل أحد الحزبيين، بناءً على فكرة لهذا الحزبي، حتى انطوت الفكرة. ويتّفق مجموعة معارضين على قراءة مشتركة لتصرّفات بقرادوني: هو يريد أن يلعب دوره الدائم بأن يكون قريباً من العهد. ولذلك لا يريد أن يبتعد نهائياً عن الكتائب، حتى تكون مدخله إلى الرئيس الجديد إذا لم تكن علاقته السياسيّة به جيدة. من هنا هو «يدفع بعض المقرّبين جداً منه للبقاء وتسلّم مواقع قياديّة، فيما يدفع سائر المقرّبين منه للخروج من الحزب». ويضيف معارض أن بقرادوني لطالما وعدهم بإنشاء جبهة سياسيّة، «لكن من أين سيأتي بالتمويل؟». ويفكّر بعض هؤلاء بتقديم طعن بنتائج المؤتمر لـ«كون القرار القضائي هو الذي أعاد الجميّل إلى الحزب».
وحده رشاد سلامة حدّد ماذا يريد. سيطلق حركة سياسية ـــــ نخبويّة، تضم مجموعة رموز كتائبيّة سابقة وغير كتائبية، ولا يريد الإعلان عنها قبل انتهاء المؤتمر، حتى لا تُعدّ «حركة انشقاقيّة عن الكتائب».
لدى سلامة الكثير مما يقوله في نقد حزبه السابق، رغم أنه قال في استقالته: «أغادر الكتائب ولا تُغادرني عقيدتها وتعاليمها»، لكنّه يفضّل الانتظار.