عفيف دياب
وجدت المعارضة في انفتاح وليد جنبلاط على الرئيس نبيه بري ورفع سقف الاتصالات بينهما مناورة سرعان ما عدّل فيها وأطلق مواقف تصعيدية. ويقول مقربون من جنبلاط إن المعارضة رأت مواقفه الايجابية«تراجعاً أو بدء انهزام مشروع 14 آذار». وأبدى هؤلاء أسفهم لما سمّوه «سوء تقدير» المعارضة في قراءتها لانفتاح جنبلاط على الحوار الإيجابي بعدما أقنع كل فريق 14 آذار بأهمية الإيجابية في الحوار مع الطرف الآخر «ولا سيما مع الرئيس بري الذي استقبل إيجابية جنبلاط بإيجابية مماثلة لم يكتب لها النجاح لأن حزب الله وباقي قوى الصقور في المعارضة وضعوا العراقيل في طريق تطوير التقارب مع الموالاة».
ويضيف هؤلاء المقربون أن «المعارضة، وعلى رأسها حزب الله، وجدت في تراجع جنبلاط عن مطالب الأكثرية انهزاماً، وبالتالي رأوا أن استمرارهم في رفض مبدأ التوافق، مناسبة لمزيد من الضغط على الموالاة حتى تتراجع أكثر، ومن هنا عادوا إلى نغمة (سلة المطالب)».
ويؤكد المقربون من جنبلاط أن على المعارضين «أن يعوا أن لا مزيد من التنازلات. فجنبلاط وقوى 14 آذار قدموا ما لديهم من أجل الوفاق، وبرّي يعرف ذلك تماماً وقد أبلغ الصقور في المعارضة أهمية تلقف إيجابية جنبلاط وعدم إضاعة الفرصة، لكن للأسف قوبلت الإيجابية بنقل ملف التفاوض من بري إلى الجنرال عون، وهنا أدركنا أن إيجابية جنبلاط قوبلت بسلبية قد تستغرق مدة طويلة».
ويؤكد أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض أن لدى جنبلاط «خطه البياني الواضح لحل الأزمة، وهو يرى بداية الحل في انتخاب رئيس ثم الذهاب إلى المؤسسات». وأضاف فياض أن «إيجابية جنبلاط قوبلت بسلبية لدى المعارضة، والتهدئة التي قدمها تقابل، للأسف، بعصبية وتوتير للأجواء، ومن هنا لا بد من تسمية الأمور بأسمائها».
وقال إن كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم «فيه من الوضوح ما يكفي عن مسؤولية النظام السوري في الرد السلبي للمعارضة على مواقفنا الإيجابية، وقد طلع علينا أمس ليملي شروطه ويشد من عزيمة حلفائه في لبنان بغية الاستمرار في سياسة الفراغ الرئاسي، لأن استمرار الفراغ يسمح للنظام السوري بفرض شروطه على العرب لابتزازهم من اجل أن يصل إلى تسوية إقليمية على حساب لبنان».
وأكد فياض أن جنبلاط «لم يتراجع عن مواقفه الإيجابية، ولا عن نيته الوصول إلى تسوية ترضي الجميع، مشيراً إلى أن «أبواب الحوار» مع الرئيس بري ما زالت مفتوحة و«عليه أن يبقى على صلة إيجابية مع جميع الأفرقاء بصفته رئيساً لمجلس النواب لا رئيساً لحركة «أمل»، ومن موقعه الوطني هذا نطالبه بأن يأخذ مواقف وطنية أبعد من الانتماء الحزبي».