فارق الوقت أكّد حجم الارتباك
لم يتمكن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين من تبرير الأخطاء السياسية التي وقع فيها رئيس بلاده نيكولا ساركوزي عند الحديث عن توجهات بلاده إزاء الدور السوري في الانتخابات الرئاسية اللبنانية وملف العلاقات الفرنسية ــ السورية. ورداً على سؤال تناول الارتباك الذي سببه إعلان دمشق للاتصالات بين الدولتين بعد ساعات قليلة على إعلان الرئيس قطع الاتصالات معها، تعثر الدبلوماسي في جوابه وقال: «إن فارق الوقت قد يكون سبباً في الالتباس الذي وقع بين توقيت تصريح الرئيس من القاهرة واتصالات كبير موظفيه كلود غيان بوزير خارجية سوريا مرتين؟!». وكأن رئيس بلاده كان في المقلب الآخر من العالم.

مرجع روحي وبوادر المخاطر

نقل عن مرجع إسلامي كبير قوله أمام زواره أمس إنّ البلد سائر إلى المجهول، وإن حادثة البسطة مقلقة، وقد تكون «بروفا» لتظهير مدى خطورة المرحلة وقدرة البعض على استدراج اللبنانيين إلى الفتنة. وقال: إن بوادر الخطر الداهم تكمن في استمرار البلد على ما هو عليه رغم عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهذا أمر لا تخفى خطورته على أحد، فيما البديل استمرار الصراع السياسي مفتوحاً على شتى الاحتمالات السلبية، ومنها احتمالات وقوع الفتنة، وهو أمر أخطر بكثير.

«قصور اللبنانيّين» بأعين خارجية

نجح أحد الأكاديميين والباحثين الغربيين في وضع توصيف دقيق للوضع في لبنان. وأسهب أمام مجموعة من المفكرين العرب والأجانب في شرح ما سماه «قصور اللبنانيين» في إدارة شؤونهم الداخلية بعدما سلموا أمورهم للخارج إلى الحدود التي استحالت معها العودة إلى الداخل لاتخاذ القرارات الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
وتمنى الباحث الغربي على الحاضرين أن يشاركوه الرأي والتمني أن ينجح الوسطاء الغربيين في توفير الحل للمأزق القائم وفرضه على اللبنانيين بالحد الأدنى من الخسائر التي ستلحق بالبلاد، والتي يمكن تحديدها وتصنيفها على أنها ستكون بالتأكيد في آخر سلم أولويات المصالح الخارجية التي سيوفرها الاتفاق إذا تحقق.