أكد وزير الإعلام غازي العريضي لـ«الأخبار» حصول تأخير في تغطية تشييع عماد مغنية يوم أول من أمس على موقع الوكالة الوطنية للإعلام، وقال: «أحياناً يحصل تأخير حتى في تغطية أخباري، لكني لا أقبل بأن يحصل أي انحياز، وهناك تصريحات في غاية القسوة، إلا أنني أصر على نشرها كاملة، وكل ما حصل هو عبارة عن تأخير بسبب ضغط احتفال 14 شباط، وهو أمر مبرر في العمل المهني».ويضيف العريضي أن الوكالة جزء من المؤسسات العامة وتغطيتها ليست منّة من أحد أو لأحد، «وأنا أعترف بحصول تأخير، ولو كان هناك خطأ آخر لاعترفت به».
إلا أنه خلال الأيام الماضية برز مثلان في الانحياز والاستنساب، الأول هو الإدارة العامة للصيانة في وزارة الاتصالات العامة، وتجلّى في الإعلان الرسمي عن عطلة الرابع عشر من شباط، و«الدعوة إلى المشاركة» في الحشد في ساحة الشهداء. أما النموذج الآخر فظهر في الوكالة الوطنية للإعلام التابعة لوزارة الإعلام، وهي الوكالة التي يعتمدها أغلب الصحف اللبنانية في التغطيات الإخبارية، وخاصة الرسمية والحزبية، حيث تنشر، بحسب سياستها العامة، مختلف البيانات والنشاطات بغض النظر عن الانتماء الحزبي أو السياسي أو الديني لمن يقوم بها.
إلا أن للوكالة شأناً آخر، خاصة أنها منذ زمن طويل باتت تقلّص مساحة المعارضة في موقعها على الإنترنت، وهي تختصر بيانات المعارضين ومواقفهم، وتوسع المساحة للموالاة، وحين يطلب من أحد مديريها نشر بيان يتذرّع بانعدام صفة مطلقه، بينما تنشر بيانات قوى الموالاة دون حساب، ودون ورود صفة رسمية لمصدريها.
وآخر حكايات التمييز التي حصلت في الوكالة الرسمية التي يموّلها المواطنون هي التغطية التي قدمت ليوم الرابع عشر من شباط، حيث كان لبنان يعيش في حدثين كبيرين، واستنفرت الوكالة في يوم العطلة الرسمي 14 شباط خمسة مراسلين ميدانيين لتغطية الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الحريري، ومقابلهم ستة محررين في المكاتب لمواكبة الأخبار الواردة من الاحتفال، وهم جميعاً قدموا تغطيتهم الكاملة للأحداث.
وفي الرابعة بعد الظهر كان فريق العمل المكوّن من 11 شخصاً على الأقل قد غادر بعد انتهاء احتفال الرابع عشر من شباط، وتبين أن الوكالة أفردت مراسلاً واحداً لتغطية تشييع قائد المقاومة عماد مغنية، على أن يتابعه فريق أيام العطل في الوكالة، ولم تنشر مواد خاصة بل انتظر الصحافيون تغطية لم تتم، ووصلتهم مواد العلاقات المركزية في حزب الله، التي عادت الوكالة ونشرتها في وقت لاحق، بعدما تلقتها كأي وسيلة إعلامية.
(الأخبار)