فداء عيتانيليس للمعارضة بمفردها أي دور اليوم، وهي غير قادرة على فرض تغيير، خاصة مع تمسك قوى الأكثرية بمواقعها. وإذا كان كل طرف يتهم الآخر بالتبعية للخارج، فإن الطرفين على حق إلى هذا الحد أو ذاك، ولكن ما يخلص إليه المرء أن الجمود سيد الموقف، جمود لم يعد يسمح بأي ابتكار جدي لكسر الاحتكارات الطائفية للجمهور.
أما الجمهور نفسه فمسألة أخرى. لعله يفضّل حالة شلل القوى المحلية، لولا أنها تمسك به من خناقه، وتشد على خناقه أكثر الأزمة الاقتصادية، ففي حالات أخرى لا شك في أن العقلاء من الجمهور الذي ذهب بعيداً في أحلامه بأن قوى 14 آذار يمكنها أن تبني له وطناً، وأن المعارضة يمكنها أن تنظف الدولة من الرشى والفساد، لا شك في أن هذا الجمهور سيكون في غاية السرور من فشل كلي لسياسيين لم يقدموا له سوى جلسات تحضير أشباح الحروب الأهلية المذهبية، ووضعه على خطوط تماس. فقط لو كان بإمكان الجمهور التسوّق لأعياد عديدة تجتمع في نهاية أسبوع واحدة.
فداء...