القاهرة ـ الأخبار
خلافاً لما تردد عن احتمال توجيه سوريا الدعوة الرسمية إلى لبنان لحضور القمة العربية المقبلة في دمشق، عبر مندوب لبنان لدى الجامعة العربية، قالت مصادر سورية إن مسؤولاً سورياً بمستوى وزير أو نائب وزير سيزور بيروت قريباً تمهيداً لتسليم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة دعوة من نظيره السوري ناجى العطري لحضور القمة. وقال سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف الأحمد، إن كل ما يدور حول الطريقة التي سترسل بها سوريا دعوتها إلى لبنان لحضور القمة مجرد تكهنات لا صحة لها. وأضاف: «سوريا تعوّدت أن تكون دائماً كبيرة في كل شيء خاص بعلاقاتها مع شقيقاتها العربيات»، مؤكداً أن لبنان لن يكون استثناءً في طريقة تقديم الدعوة إليه عن غيره من الدول العربية، وأن شكل الدعوة سيكون مرضياً بالنسبة إليه وإلى كل ما تم مع جميع الدول العربية الأخرى.
ولفت إلى أن الواقع العربي الراهن، وما تشهده المنطقة العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً من تداعيات، يستدعيان من كل الدول العربية إسهاماً مسؤولاً في وضع أرضية مشتركة لعمل عربي موحد لمواجهة هذه التحديات. وقال إن الاتصالات العربية مستمرة كي تكون قمة دمشق «قمة للتضامن العربي»، مشيراً إلى أن كون هذه القمة فلسطينية بامتياز، لا يعني انتقاصاً من باقي الملفات العربية الأخرى، وشدد على «أن كل القضايا مطروحة على جدول أعمال قمة دمشق: العراق ولبنان والسودان، لكن محور هذه القضايا هو القضية الفلسطينية».
ونفى أن تكون بلاده تضع عراقيل أو شروطاً لانتخاب خليفة للرئيس السابق إميل لحود، قائلاً: «سوريا كانت تأمل لو استطاع الإخوة اللبنانيون أن ينتخبوا رئيساً يمثّلهم في القمة. ليس من مصلحة أحد أن يكون لبنان غائباً أو أي دولة عربية أخرى. ولكن بما أن ذلك لم يحصل، لا بد من تمثيل لبنان في القمة العربية». ورأى أن «من مصلحة كل العرب، لا سوريا فقط، انتخاب رئيس لبناني»، لكنه أضاف «أن هذا الأمر مرتبط بتوفير ظروفه الموضوعية»، وتابع موضحاً: «نحن لا نضع أية عراقيل، سوريا تعمل كل ما بوسعها لمساعدة الأشقاء اللبنانيين في هذا الاتجاه بما يخدم توافقهم أولاً على هذا الأمر، ولكن سوريا وحدها لا تستطيع أن تحقق هذا الأمر، والمطلوب من كل الجهات التي لها أصدقاء أو حلفاء في لبنان بذل جهد مواكب للجهد السوري كي يُحسم الأمر بالشكل الصحيح».
وأضاف: «ليس عندنا اعتراض على أي إنسان يُتوافق عليه. وإذا تم التوافق على ميشال سليمان، فهذا شأن اللبنانيين وحدهم». وخلص إلى القول: «لست من الذين يحبّون التكهنات. هذه المسألة رهن بتوافر ظروفها الموضوعية، ونأمل أن تتوافر هذه الظروف لمصلحة لبنان والجميع».
من جهتها، قالت مصادر مصرية إن الرئيس المصري حسني مبارك لم يحسم بعد موقفه بالنسبة إلى مستوى مشاركته في قمة دمشق، لافتة إلى أنه في حالة نجاح مجلس النواب اللبناني في حسم ملف الاستحقاق الرئاسي في بيروت في اجتماعه السابق على القمة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، فإن مبارك سيتوجه إلى سوريا. «أما إذا لم يحدث ذلك، فلن يشارك الرئيس، وعلى الأرجح سيوفد إما الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة أو وزير خارجيته أحمد أبو الغيط». وفي السياق نفسه، قال دبلوماسي سعودي في القاهرة إن الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي لن يشارك في القمة، سيوفد بدلاً منه وزير الخارجية سعود الفيصل، وإنه حتى مشاركة الفيصل «مرهونة باستقرار الأمور في لبنان وعدم حدوث أية تصعيدات أمنية مفاجئة».
إلى ذلك، أعلن الرئيس السوداني عمر البشير في ختام زيارة للإمارات استمرت ثلاثة أيام، أن الخرطوم ستشارك في القمة على أعلى مستوى، مؤكداً في الوقت نفسه «أهمية حضور لبنان عبر حكومته إذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل القمة»، وأردف أنه رغم «عدم وجود رئيس في لبنان (...) هناك حكومة معترف بها»، و«ما دام ليس هناك رئيس، يمكن للحكومة تمثيله». ولفت إلى أن «الإخوة الخليجيين يشترطون حضور لبنان (..) نحن أيضا مع حضور لبنان».
وأضاف البشير: «نحن مقتنعون بأن الظروف التي تمر بها الأمة تحتاج إلى قمة» و«إن هناك العديد من المشاكل بين الدول والتوترات السياسية التي تحتاج إلى أن يجلس بعضنا مع بعض لإزالة الشوائب في العلاقات العربية».