عفيف ديابأنجز الحزب الشيوعي اللبناني توجيه الدعوات المرفقة باقتراح النقاط الأولية للنقاش إلى شخصيات لبنانية يسارية، لعقد مؤتمر على مدى يومين (15 و16 الجاري) في قصر الأونيسكو في بيروت. ويهدف المؤتمر إلى «نهوض جديد لقوى اليسار» في لبنان، وإطلاق أوسع حوار بين قيادات ورموز وشخصيات يسارية ناشطة في حقول وميادين السياسة والثقافة والأدب والفن والإعلام والاقتصاد والتعليم والتربية وهيئات المجتمع المدني. ويفترض أن يتوسع الحوار لاحقاً ليطال كلّ من يرغب بـ«فتح أفق مختلف لمعالجة الأزمة الشاملة التي يعيشها لبنان»، حسب ما جاء في «»النقاط الأوّلية للنقاش» التي يقترحها الحزب. وسلّمت (حتى ظهر أمس الأحد) إلى نحو 300 شخصية يسارية لبنانية مطلوب منها العمل على نهوض جديد لقوى اليسار التي تستطيع وحدها، وانطلاقاً من خلفياتها الفكرية وتمثيلها الاجتماعي، أن تواجه الاستقطابات الطائفية المسؤولة عن تفاقم الصراع اللبناني الراهن والوصايات التي أنتجتها وتنتجها.
ويقول قياديون في الحزب الشيوعي، «إن الدعوات وُجّهت إلى أفراد، بغض النظر عن انتمائهم إلى أحزاب وهيئات وتنظيمات يسارية أو عدمه، وإلى شخصيات يسارية مستقلة، جميعهم مدعوون للمساهمة في النقاش المفتوح على مدى يومين لمختلف القضايا التي يعاني منها لبنان على وجه الخصوص، وصياغة أجندة واقعية لبناء وتثبيت وتفعيل لقاء يساري لبناني موحّد، يتفاعل ويتكامل مع باقي القوى الوطنية والديموقراطية والعلمانية، ولكسر احتكار القوى الطائفية والمذهبية للمسرح السياسي اللبناني».
الحزب الشيوعي الذي بادر إلى الدعوة لعقد المؤتمر، اقترح نقاطاً أوّلية للنقاش، تمثّل مداخلته في المؤتمر، كما يقول أحد أعضاء المكتب السياسي في الحزب، وهي: مناقشة أبعاد الاستراتيجية الأميركية ــــ الإسرائيلية في المنطقة، والأشكال التي يتحوّل إليها مشروع الشرق الأوسط الجديد، ودور القوى الديموقراطية والوطنية والعلمانية والتقدمية في مقاومة الاستعمار الأميركي ــــ الأطلسي المتجدد للمنطقة، وفي صوغ استراتيجيات اقتصادية جديدة لحماية الثروات القومية ووضعها في خدمة شعوب المنطقة، والعلاقة مع القوى الأخرى المناهضة للتحالف الأميركي ــــ الإسرائيلي (قوى قومية، إسلامية، مجتمع مدني وغيرها)، وكيفية الربط في الظروف المستجدة بين قضايا مقاومة الاحتلال الأميركي ــــ الأطلسي ــــ الصهيوني، ودعم الشعب الفلسطيني لبناء دولته الوطنية المستقلة وبناء الوحدة العربية، وبين قضايا التنمية المستدامة والتقدم التقني، والعدالة الاجتماعية والتطور السياسي والديموقراطية، وإعادة صياغة الموقف المبدئي من مشاكل الأقليات القومية والدينية في المنطقة، وطرح الحلول المرحلية الممكنة لهذه المشاكل.
وفي شأن الوضع اللبناني، يقترح الحزب الشيوعي في مداخلته طرح تصوّر شامل بعيد المدى ومتوسّط المدى لمعالجة الأوجه البنيويّة للأزمة اللبنانية، يتناول الأبعاد السياسية، وخاصة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الوطنية الشاملة. ويمكن لهذا التصوّر أن يستعيد بعض ما لا يزال صالحاً من البرنامج المرحلي للحركة الوطنية، ويمكنه كذلك الاستناد إلى قراءة نقدية لاتفاق الطائف نصاً وممارسة.
ومن العناوين التي قد يناقشها المؤتمر: النظام الطائفي وكيفية تجاوزه. دور لبنان في الصراع العربي ــــ الإسرائيلي والتداخل بين الوطني والقومي والإقليمي. الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة. مناقشة مشروع مرحلي يتضمن إصلاحات محددة تطال الجوانب المباشرة للأزمة (قانون الانتخاب، الأجور والضمانات الاجتماعية، الإدارة العامة، التربية والتعليم، المجلس الاقتصادي ــــ الاجتماعي، استقلالية القضاء، منظمات المجتمع المدني، وسائل الإعلام والحريات العامة). ويقترح الحزب الشيوعي في ورقته لمؤتمر «اليسار» أشكال العمل المشترك مع القوى اليسارية والتقدمية العربية، وكيفية التدرج في التقارب والتواصل معها، والقيام بمراجعة نقدية لأوجه القصور في عمل القوى اليسارية والتقدمية على الساحتين اللبنانية والعربية.