فداء عيتانيعلينا أن نصدق أن وزيرة الخارجية الأميركية في نهاية عهد إدارتها تحولت إلى سفيرة للنوايا الحسنة، وهي، دون أن تزاحم أو تستبق أو تنتقص من الدور الألماني، زارت لبنان للبحث، خلف الأبواب وبصمت، مصير عملية تبادل الأسرى بين لبنان والعدو، وقد أقبلت مباشرة من دياره إلى وزارة دفاعنا حيث حطت مروحيتها. وعلينا أن نصدق أنها، وفي نهاية أيام ولاية إدارتها، قررت العمل الجاد لإنهاء أزمة مزارع شبعا، التي كادت أن تشعل المنطقة، وهي هنا أكدت رغبتها وعزمها على دفع الأمم المتحدة وأمينها العام لتسريع ملف المزارع المحتلة ووضعها تحت وصاية الهيئة الدولية إلى حين بتّ وضعها ما بين لبنان وسوريا.
علينا أن نصدق أن الوزيرة الأميركية قررت، إكراماً للرئاسة وللجيش وللأمن اللبناني، مساعدة القوى الأمنية والجيش اللبناني. علينا أن نكون أغبياء إلى حد فائق لنصدق أكذوبات الوزيرة وإدارتها، وسعيها إلى ضرب حزب الله من الداخل اللبناني، والفرق هذه المرة أنها تحضر أطرافاً آخرين لصفع الحزب ومقاومته، لذا استحال التصديق.