لم تردع رابطة الأخوّة سحر (اسم مستعار) عن الإيقاع بشقيقتها عليا في فخ الاحتيال للاستيلاء على أموالها. حضرت سحر مع زوجها العراقي ربيع (اسم مستعار) إلى منزل الشقيقة وبرفقتهما شخصين غريبين، أخبراها بأنهما من الجنسية اليمنية وأنهما يريدان التحدث إليها. ادّعى أحد هذين الشخصين أنه يجيد قراءة الكف، وراح يخبر عليا تفاصيل وأحداثاً من حياتها، وقال لها إن الأفعى التي قتلتها في فترة سابقة للقاء لم تمت، وهي ليست بأفعى، بل كنز موجود حول منزلها. قال قارئ الكف لعليا إن سوءاً سيحصل لها إن خالفت تعاليمه وتعاليم صديقه، وطلبا منها شراء بعض الأغراض اللازمة كي يظهر الكنز. وفيما ذهبت المدّعى عليها سحر لشراء الأغراض لشقيقتها، صعد الشخصان وحدهما إلى الطبقة العليا في منزلها «لاستخراج الكنز». بعد حوالى ساعة، سُمع صوت انفجار في الغرفة، وبعده نزل أحدهما معرّفاً عن نفسه باسم «الشيخ محمد»، طالباً من عليا الصعود معه منفردة للاطلاع على ما حصل، وإذا بالأخير يكبّلها بالتعاون مع الرجل الثاني المعروف باسم «السيد»، وزعما أنهما يخافان عليها من الجن! كانت الغرفة مليئة بالدخان وعلى أرضها قطع وأونصات ذهبية وصندوقان كبيران مليئان بالليرات الذهبية. طلب الغريبان من عليا أن تحمل إحدى الليرات وتسلّمها إلى شقيقتها سحر لتبيعها، فنفّذت الأمر، وطلبت من سحر أن تحمل معها فاتورة البيع. عادت سحر إلى شقيقتها حاملة مبلغ 220 دولاراً، وادّعت أنها نسيت إحضار الفاتورة.
قال المشعوذان للضحية إن في الصندوق 250 كيلوغراماً من الذهب، وإنهما سيعطيانها نصف الكمية، بعد إحضار خمسة غرامات من بخور اللبان، وإن سعر الغرام الواحد 35 ألف دولار! وطلبا منها أن تدفع ثمن البخور 130 ألف دولار، فأخبرتهما أنها لا تملك هذا المبلغ. عندها قال ربيع إنه سيستدين 50 ألف دولار من قريبه في العراق، ثم غادر مع زوجته و«السيد» لإحضار المبلغ. عاد ربيع وسحر وادّعيا أن «السيد» في قلعة صيدا لإحضار كنز آخر!
أخرج ربيع من حقيبة زوجته رزمة من الدولارات زعم أنها 50 ألفاً، عندها تشجّعت عليا وطلبت من ابنها المهاجر إلى أفريقيا أن يرسل لها مبلغ 75 ألف دولار، وأخبرته أنها تريد شراء عقار، وللسبب عينه اتصلت بابنها الثاني في ألمانيا، طالبة منه تحويل مبلغ 45 ألف يورو. بعد أخذ ورد، استولى «المشعوذان» وسحر وزوجها على مال عليا، ثم غادروا منزلها، وقد احتفظ السيد بمفتاح الغرفة العلوية طالباً من عليا عدم الصعود إليها. حاولت الاتصال بـ«السيد» وبصهرها من دون جدوى، إلى أن اتصل «السيد» بعد يومين سائلاً عمّا إذا كانت قد أحضرت مبلغاً إضافياً لشراء البخور، فأعلمته بأنها تحوز 16 ألف دولار، فحضر في منتصف الليل وأخذ المبلغ وخرج من باب الصالون لإحضار بعض التراب، لكون الكنز ما زال مفتوحاً. ثم اتصل بها بعد 3 ساعات وأعلمها بأن «ملك الجن خطفه وطلب منها فتح الكنز بعد أن تتصل بصهرها وشقيقتها لاقتسامه!».
وفي ما بعد، اتصلت عليا بالسيد والآخرين لتقاسم «الكنز» لكنها لم تنل شيئاً، استعانت بأحد الشيوخ الذي أوضح لها أنها وقعت ضحية محتالين.
بعد فترة حضرت شقيقتها وصهرها واتهماها بأنها أخذت منهما الذهب ومبلغ 50 ألف دولار.
اتّخذت عليا صفة الادّعاء الشخصي بحق شقيقتها وصهرها، الذي ما لبث أن فرّ خارج الأراضي اللبنانية، وبحق كل من يظهره التحقيق أنه أوقعها في فخ المناورات الاحتيالية.
قررت قاضية التحقيق في لبنان الجنوبي رلى عثمان الظن بالمدّعى عليهما سحر وربيع بجنحة المادة 655 عقوبات، وإحالتهما على المحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في صيدا، وتسطير مذكرة تحرّ دائم لمعرفة كامل هوية الشخصين اللذين عاونا المدّعى عليهما في المناورات الاحتيالية، والملقّبين بالشيخ محمد والسيد.