توتر الوضع الأمني في منطقة الطريق الجديدة وكورنيش المزرعة ليل أوّل من أمس إثر عراك بين مجموعة من الشباب المقرّبين من تيار “المستقبل” وآخرين مقربين من حركة “أمل” (بحسب مصدر أمني رفيع)، وحاول المتصارعون تحويل المشكل إلى صراع طائفي في أكثر أحياء بيروت فقراً.سقط ليل أول من أمس عدد من الجرحى أثناء تعارك بين مجموعتين من الشباب أطلق عليهم مصدر أمني رسمي رفيع اسم “الزعران” خلال حديث مع “الأخبار”. وتضرّرت بعض المحال التجارية من جرّاء رمي الحجارة واستخدام العصي. وتدخّلت قوة كبيرة من الجيش وقوى الأمن الداخلي وطوّقت المنطقة وأوقفت بعض الأشخاص على ذمّة التحقيق، ثم حصلت اتصالات بين جهات سياسية وأمنية لاحتواء التوتر.
وفي تفاصيل أحداث “حيّ الطمليس” فقد حدث تلاسن منذ ثلاثة أيام بين أفراد من آل بيضون والحارس والعزّة على خلفية خلافات عائلية. وقال مواطنون يسكنون في المنطقة لـ“الأخبار” إن مجموعة من شباب حركة “أمل”، قامت ظهر السبت بمنع مجموعة من الشباب من تعليق صورة لوليد جنبلاط في حيّ بربور، وهو ما أدى إلى تعارك ولجوء العزّة إلى الطريق الجديدة. وتطوّرت المشكلة ليل السبت إثر تعرّض عصام بلوّط (عنصر سابق في الجيش ومقرب من أمل) للضرب أثناء مغادرته هو وابنه منزلهما في كورنيش المزرعة، بعد الإفطار، وهذا ما دفع بلّوط إلى شهر مسدّسه وإطلاق النار، فتجمّع أبناء من الحيّ من المحسوبين على تيار “المستقبل” لمطاردة بلّوط في بربور المحاذية حيث تضامن معه عدد كبير من شباب أمل. وتواجهت المجموعتان في كورنيش المزرعة الفاصل بين الطريق الجديدة وبربور، بالعصي ورمي الحجارة، ما أدى إلى وقوع جرحى إضافة إلى أضرار في الأملاك العامة ومحال وممتلكات المواطنين. وتدخّلت قوى كبيرة من الجيش وقوى الأمن الداخلي يقارب عديدها 250 عنصراً وأكثر من 35 آلية عسكرية وحاملات جنود وطوقت المكان كما انتشرت في المناطق المحيطة بالمنطقة (البربير، بشارة الخوري، الكولا).
وقامت المجموعتان بتمزيق صور الحريري وبري في المنطقتين وإطلاق عبارات السباب والتحقير والذمّ بحقّهما. وتكاثرت الشائعات عن تهجّم على المقامات الروحية والمساجد والحسينيات. وقام الجيش اللبناني أمس بتوقيف عشرة أشخاص من الجهتين وأحالهم على قاضي التحقيق، الرئيس جوزيف معماري. وتابعت قوى الأمن والجيش الانتشار في المنطقة أمس تحسّباً لإمكان توسع المواجهات.