حسن عليق
ذكرت مصادر قضائية لـ«الأخبار» أن التحقيقات مع موقوفي «فتح الإسلام» لم تثبت حتى أمس وجود علاقة للحركة بالتفجيرات التي وقعت في لبنان قبل جريمة عين علق، التي أوقفت السلطات الأمنية أربعة من المنتمين لـ«فتح الإسلام» بتهمة تنفيذها والتخطيط لها.
وأمس، بدأ القضاء العسكري تحقيقاته مع الموقوف أحمد مرعي الذي قبض عليه في فندق بالأشرفية، والمشتبه في أنه ضابط ارتباط بين «فتح الإسلام» وتنظيم «القاعدة». وأكّدت مصادر مطّلعة على سير التحقيقات أن الملفات التي تسلّمها القضاء من الأجهزة الأمنية التي حقّقت مع مرعي تُظهر خلوّ ملفه من أية أدلة تشير إلى علاقة له بالاستخبارات السورية، كما أنه لم يعترف خلال التحقيق معه بوجود علاقة كهذه، رغم أن شقيقه الموقوف محمد أقرّ في التحقيق الذي أجري معه لدى الأجهزة الأمنية بأن أحمد على علاقة بمدير الاستخبارات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت، وأنه ضابط الارتباط بين هذه الاستخبارات و«فتح الإسلام». يذكر أن أحمد كان كثير السفر إلى عدد من الدول، أبرزها سوريا وقطر والأردن ومصر وقبرص والدانمارك وروسيا وإيران وأذربيجان وأرمينيا. وأكّدت مصادر أن أحمد مرعي كان مطلوباً للقضاء اللبناني، وقد صدر بحقه عدد كبير من مذكرات التوقيف الغيابية، أكثرها بجرم الاحتيال والتزوير والسرقة. وأظهرت التحقيقات التي لم تُستكمل بعد أنه كان يتلقى أموالاً من تنظيم «القاعدة».
ورجّحت مصادر مطّلعة أن إثبات علاقة «فتح الإسلام» بالاستخبارات السورية، في حال وجودها، «يحتاج إلى تحقيق مع قادة من الحركة لم يوقفوا حتى الآن، لأن معظم الموقوفين، باستثناء أحمد مرعي، هم من المقاتلين أو من الأفراد الذين أدوا أدواراً لوجستية ليست على علاقة بالمستوى القيادي في الحركة».
من ناحية أخرى، تستكمل مخابرات الجيش والمديرية العامة لأمن الدولة عمليات الدهم في البقاعين الأوسط والغربي التي بدأت الأسبوع الماضي مع توقيف خلية في بر الياس، يشتبه في انتماء أفرادها إلى تنظيم «القاعدة». وفي هذا الإطار، صادرت القوى الأمنية أمس حقيبة عائدة للموقوف السعودي عبد العزيز مغامس، المشتبه في أنه رئيس الخلية. وكانت الأجهزة الأمنية تراقب منذ مدة شقة كان يتردد عليها قبل إلقاء القبض عليه، فدخلت إليها أمس وصادرت من داخلها حقيبة سفر كبيرة.
كذلك دهمت قوة أمنية مركز جمعية «الاستجابة» ـــــ فرع البقاع ـــــ في بلدة تعلبايا (قضاء زحلة)، التي تأسست عام 2006، وأوقفت م. ف. الموجود بصورة دائمة في المركز، وهو لبناني من جب جنين في البقاع الغربي، كما صادرت أجهزة كمبيوتر.
يذكر أن الجمعية تقوم بنشاطات خيرية متنوعة، كتوزيع الأدوية مجاناً وتعليم القرآن، ويترأسها الشيخ نجيب ج. الذي أوقفته القوى الأمنية قبل أيام.
كذلك أوقفت شخصين من بلدة غزة البقاعية هما م. ع. هـ. وا. م. م. للاشتباه في انتمائهما إلى منظمة إرهابية.
وفي بلدة كفرزبد، دهمت القوى الأمنية منزل أحد الأشخاص واقتادته إلى التحقيق بعد تفتيش منزله. وفي بلدة مجدل عنجر أوقفت المواطن ا. ح. الأستاذ في إحدى المدارس الخاصة، للاشتباه في ارتباطات له بتنظيم أصولي. كما استدعت عدداً من شباب مجدل عنجر للتحقيق معهم، وبعضهم ممن كانوا قد توجهوا إلى العراق إبان الغزو الأميركي للمشاركة في مقاومة الغزو، إضافة إلى عدد آخر كانوا رهن التوقيف في فترات سابقة وخرجوا من السجن بعد صدور عفو عام عنهم قبل نحو عامين.
وكانت القوى الأمنية قد دهمت منازل في بلدتي جديتا والمريجات، إضافة إلى متابعة أعمال التفتيش في بر الياس.