عكارــ خالد سليمان
وأخيراً فتحت المعابر الشمالية بين لبنان وسوريا بعد إغلاق استمر نحو أربعة أشهر على أثر أحداث نهر البارد. وجاءت هذه الخطوة كما أشارت «الأخبار» في عددها أمس بعدما زار وفد شمالي ضم نواباً ونقابيين ورؤساء بلديات، العاصمة السورية دمشق، حيث التقوا هناك رئيس مجلس الوزراء السوري ناجي العطري ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وانطلق الوفد صباحاً عبر معبر الدبوسية المغلق ليعود مساءً، وقد سبقه قرار الرئيس السوري بشار الأسد بفتح الحدود و«إزالة كل الحواجز والعوائق بين مواطني البلدين». وبدت مظاهر الفرحة على وجوه المواطنين الذين قاموا بتوزيع الحلوى على المارة وأقيمت احتفالات شعبية عند جانبي الحدود.
وزار الوفد اللبناني رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الذي قال بعد اللقاء رداً على سؤال عن موعد افتتاح معبر جسر قمار الحدودي بين لبنان وسوريا «إن كل الإجراءات انتهت من الجانب السوري بانتظار الجانب اللبناني».
ثم انتقل الوفد بعد ذلك الى مقر نائب الرئيس فاروق الشرع ودام اللقاء نحو ساعة، خرج بعدها النائب السابق البعريني ليعلن أن الوفد تلقى وعداً من الشرع بفتح الحدود هذا اليوم (أمس).
وعقد الوفد اللبناني مؤتمراً صحافياً قال فيه البعريني: «إن زيارتنا مع وفد شمالي لبناني للقيادة في سوريا إنما تأتي ضمن إطار التواصل الأخوي الذي يتمسك به الجميع مهما عمل التدويليون من جماعة الأغلبية الوهمية التي تلتزم القرار 1559، وتمسّكنا بهذه الأخوّة اللبنانية السورية التي تنطلق من واقع الجغرافيا وحقائق التاريخ ومن مسيرة العروبة التي لن تتأثر بكل مخططاتهم الأطلسية، فعلاقاتنا أقوى من مؤامراتهم».
من جهته، قال النائب مصطفى علي حسين إن البحث جرى في كل المواضيع بين البلدين لكن البحث لم يتطرق إلى موضوع «فتح الإسلام».
وكان الوفد اللبناني الشمالي قد ضم النواب السابقين وجيه البعريني، جهاد الصمد، ممثل الداعية فتحي يكن الشيخ محمود البضن، رئيس جمعية تجار عكار إبراهيم الضهر، ممثل عن غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال غازي طالب، المنفّذ العام لـ«عكار» في الحزب السوري القومي الاجتماعي عبد الباسط عباس، ورؤساء عدد من البلديات. وفي شأن الآثار الاقتصادية لفتح الحدود قال عضو الوفد رئيس جمعية تجار عكار إبراهيم الضهر لـ«الأخبار»: «إن فتح الحدود اليوم هو بادرة خير لكل المضغوطين في عكار من أجل فتح متنفّس عبر العمق العربي بدءاً من سوريا».
وشهدت المنطقة بعد القرار حركة خجولة عكست الفتور الحاصل عند المعبر، فيما بدأت محال قليلة في المنطقة بشراء السلع تمهيداً لمعاودة نشاطها، بعد خسائر أدّت إلى إقفال أكثر من مئة محل تجاري على هذه الطريق. وتوقّعت أوساط شمالية ازدحاماً كبيراً ابتداءً من غد على هذه الطريق، ستكون الدليل الأبرز على الارتباط الاقتصادي القوي ما بين المناطق الحدودية اللبنانية والسورية.