فوجىء اللبنانيون القادمون من سوريا يوم الجمعة الفائت، بموظف الأمن العام السوري الذي طلب منهم الانتظار جانباً، لمدة غير معروفة، لحين مناداتهم لختم بطاقات الدخول المعتمدة عند تسليم هوياتهم وجوزات سفرهم إليه. ولدى سؤال المواطن اللبناني ياسر ص. عن السبب، صرخ رجل الاستخبارات، الذي كان يجلس إلى جانب عنصر الأمن العام، في وجهه قائلاً: «هيدا مو شغلك، وقّف مع العالم هونيك بدون كترة حكي». وقال ياسر لـ«الأخبار» إن حوالى 40 مواطناً لبنانياً تنحّوا جانباً بعد أن سمعوا كلاماً قاسياً من رجل الاستخبارات الذي كان يدقق في الهويات والجوازات، ويختم لبعض العابرين ويرفض قبول مستندات أخرى حسب «مزاجه»، بعد رمي الهويات بوجه أصحابها عشوائياً، ما اضطر بعضهم إلى التقاطها عن الأرض. ولم تفلح محاولات النساء اللواتي توسلن الموظفين للسماح لهن بالعبور مع أطفالهن الذين علا صراخهم داخل السيارات وفي باحة المركز. وبنبرة عالية لم تخل من التجريح، توجّه أحد الموظفين إلى الجمع بالقول: «متل ما عم يعاملوا الأمن العام اللبناني السوريين رح نعاملكم». واستمر الوضع على حاله حتى «تكرّم الموظف وختم بطاقة خروجي، بعد أن انتظرت مدة ساعتين، دون أن أتفوّه بأية كلمة»، قال ياسر .ولم يكن الوضع بأحسن منه في الجانب اللبناني، حيث ازدحم مركز الأمن العام في المصنع بالمغادرين السوريين الذين انتظروا ساعات أمام الشباك المخصص لهم لإنجاز معاملاتهم. والتقت «الأخبار» خمسة عمال سوريين تجمعوا بالقرب من نقطة الحدود عند المصنع اللبناني ولم يتمكنوا من العبور. وتكلم باسمهم حمدان ع. الذي أشار إلى أنهم قرروا البقاء في لبنان بعد انتظارهم لساعات دون إتمام معاملاتهم، على أن يؤجّلوا مغادرتهم إلى اليوم التالي. ورأى حمدان «أن هناك تعمّداً في تأخير الإجراءات، وتباطؤاً من جانب الموظفين المكلّفين ختم بطاقات الدخول والخروج». كما شكا العمال من المعاملة السيئة التي يتلقاها المواطنون السوريون في مركز الأمن العام في المصنع، وأشار أيضاً إلى «معاملة اللبنانين بالمثل على الحدود السورية». وانتقد حمدان الوضع القائم معلِّقاً: «شو ذنبنا نحن المواطنين حتى نتحمل خلافات المسؤولين في البلدين أو نخضع لمزاج رجال الأمن العام من الطرفين اللبناني والسوري».
وأوضح مصدر في الأمن العام اللبناني لـ«الأخبار» أنه ليس هناك أي أمر متعمّد لتأخير المواطنين السوريين، وأكد «أن سبب التأخير يعود أحياناً لإجراءات إدخال جميع الأسماء والمعلومات المدوّنة في أجهزة الكومبيوتر لضبط حركة الدخول والخروج». وفسّر بأن أيام العطل الرسمية (الجمعة والأحد) هي من أكثرالأيام التي تشهد حركة مرور كثيفة، ما يضطرهم إلى زيادة عدد الموظفين لتأمين عبور المسافرين بما أمكن من السرعة.
(الأخبار)