strong>حسن عليق
صدر أمس الحكم القضائي الأول بحق أحد المدّعى عليهم بالانتماء إلى «فتح الإسلام». والمحكوم هو هاني السنكري، الذي يذكر القرار الظني أنه صهر شاكر العبسي، فيما يذكر القاضي سعيد ميرزا في ادّعائه أنه المنسّق بين القاعدة وفتح الإسلام

أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بيروت الرئيس هاني حلمي الحجار أمس حكماً بحبس هاني السنكري مدة ثلاث سنوات بعد إدانته «بتزوير بطاقة هوية لبنانية وبطاقة خاصة باللاجئين الفلسطينيين وعليهما رسمه الشخصي».
هاني السنكري هو الأول بين الموقوفين المدعى عليهم بجرم الانتماء إلى «فتح الإسلام» الذي يصدر بحقه حكم قضائي، إنما في قضية غير متلازمة مع القضية الرئيسية المحالة على المجلس العدلي، والتي يتولى التحقيق فيها المحقق العدلي القاضي غسان عويدات.
وكانت قوة من المديرية العامة للأمن العام قد أوقفت السنكري أثناء محاولته الخروج من لبنان عبر الحدود الشمالية مع سوريا، عند مركز العريضة الحدودي، حيث كان برفقة السعودي عبد الله البيشي، يوم 13/2/2007 (يوم جريمة عين علق).
وقد أوقف السنكري بعد العثور معه على ثلاث بطاقات هوية عليها رسمه الشخصي وبأسماء مختلفة. كما تورد محاضر التحقيق معه، أن عناصر الأمن العام عثروا معه على «منظار ليلي متطوّر يستعمل على بندقية حربية».
وذكرت وقائع الحكم أن السنكري كان يحمل بطاقة هوية لبنانية مزوّرة باسم محمد معتوق وبطاقة أخرى مزوّرة خاصة باللاجئين الفلسطينيين باسم أحمد علي عاشور.
ويذكر الحكم أن السنكري اعترف خلال التحقيق بأنه «من عناصر «فتح الإسلام» التي يتزعمها شاكر العبسي»، «وبأن هذا الأخير هو من من قام بتزوير البطاقتين له، وذلك تسهيلاً لدخوله وخروجه من المخيم من دون التعرّض لأيّ مضايقات».
وتعيد وقائع الحكم ذكر ما ورد في محاضر التحقيق من أن فرع المعلومات في الشمال أبلغ المديرية العامة للأمن العام أنه، «وبعد عرض الرسم الشمسي العائد إلى الموقوف السوري هاني السنكري على بعض المصادر الفلسطينية في مخيم نهر البارد، تبيّن أنه عائد إلى الفلسطيني السوري «أبو ليث»، وهو من مخيّم اليرموك في سوريا، ويقيم في مخيّم نهر البارد، وينتمي إلى «فتح الإسلام»، وبأنه متزوّج ابنة شاكر العبسي». وتضيف المعلومات إن «أبو ليث مقيم في مخيم نهر البارد، منطقة صامد الخان، وأتى من منطقة التعمير التحتاني في صيدا. وثمة شائعات في مخيم البارد تفيد أن «أبو ليث» موقوف لدى الأجهزة الأمنية مع اثنين من رفاقه، وأخرى تفيد أنه متوارٍ عن الأنظار في منطقة التعمير».

الملحق الأمني الأميركي

وكانت التحقيقات قد أشارت إلى أن الموقوفين السعوديين معاذ داوود وعصام داوود (مدعى عليهما بجرم الانتماء إلى «فتح الإسلام») اللذين كانا موقوفين لدى فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، تعرّفا على هاني السنكري وعبد الله البيشي، وأفادا بأنهما شاهداهما سابقاً في مقار حركة «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد.
يذكر أن السنكري نفى في بداية التحقيق معه أن يكون على علاقة بعبد الله البيشي، أو أن تكون له أيّ علاقة بأي تنظيمات أصولية، مدعياً أنه يتردد إلى لبنان من أجل العمل في مجال تجارة المكسّرات والعسل.
أما عبد الله البيشي، فقد ذكرت محاضر التحقيق أنه أوقف بناءً على بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن العام يوم 3/2/2007، ومستند إلى أن «الملحق الأمني الأميركي أبلغ عن دخول عنصرين سعوديين أصوليين إلى لبنان هما عبد الله محمد البيشي وعبد الرحمن يحيى». وتشير تحقيقات الأمن العام إلى أن البيشي دخل إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي يوم 10/1/2007. وخلال التحقيق معه، أفاد أنه أتى إلى لبنان بقصد السياحة فقط. وتشير محاضر التحقيق إلى تناقض إفادتي عبد الله البيشي وهاني السنكري في كثير من الأحيان. فعلى سبيل المثال، أنكر الاثنان معرفة بعضهما ببعض، وبعد العثور على رقم هاتف خلوي تبيّن أنهما كانا قد اتصلا به كل على حدة، ادّعى السنكري أن الرقم يعود إلى بائع مكسّرات في طرابلس، فيما قال البيشي إنه يعود إلى صديقه السعودي.
وتجدر الإشارة إلى أن النائب العام العدلي القاضي سعيد ميرزا، في ادعائه على الدفعة الأولى من المشتبه في انتمائهم إلى «فتح الإسلام» يوم 21 آب 2007، أورد اسم هاني السنكري تحت الرقم 26، واصفاً إيّاه بأنه ملقّب بـ«أبو الياس»، وأنه «المنسق بين القاعدة وفتح الإسلام». أمّا عبد الله البيشي، فقد ورد اسمه في الادعاء ذاته الذي وصفه بأنه «مرشد ديني في تنظيم القاعدة».