عمر نشابة1861 يوماً مضت على اعتقال المناضل الدكتور سامي العريان في سجون الولايات المتحدة الأميركية بتهمة «تقديم خدمات لأشخاص على علاقة بحركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين المحتلّة، وهي تهمة لا بدّ أن العديد من المشاركين في اللقاء التضامني معه يفتخرون بها. ولا شكّ في أن العديد من المسؤولين والقادة الذين سيشاركون أو حتى الذين لن يشاركوا في اجتماعات القمة العربية في دمشق يرون الجهاد الإسلامي لنصرة فلسطين (حرفياً) واجباً عليهم وعلى شعوبهم. لكن كم تكرّر هذا الكلام الخطابي عبر وسائل الإعلام دون أن يترجم إلى أفعال. اليوم تناشد أسرة العريان ورفاقه والمتضامنون معه في بيروت والمنتدى القومي العربي، الجامعة العربية، لا لنصرة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فهذه مهمّة تبدو للبعض سخيفة أحياناً ومستحيلة أحياناً أخرى، بل مجرّد الطلب من أميركا إطلاق سراح معتقل بغير وجه حقّ. فالأستاذ الجامعي كان قد أنهى حكمه بالسجن في نيسان 2007، لكن القضاء الفدرالي الأميركي قرّر تمديد اعتقاله بسبب رفضه الإدلاء بمعلومات عن جمعية إسلامية خيرية في الولايات المتحدة.
نُقل العريان أخيراً إلى سجن في ولاية فرجينيا يبعد بضعة أميال عن البيت الأبيض في واشنطن. وسيتمكّن ابنه عبد الله، الذي يكمل دراسات عليا في جامعة جورجتاون، من زيارته بانتظام. لكن هل سيتجرّأ أيّ ملك أو أمير أو شيخ عربي على سؤال الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي كان قد جال أخيراً على الدول العربية «المعتدلة» لنشر «ثقافة الديموقراطية»، عن جاره السجين في فيرجينيا؟ إن لم يتجرّأوا على هذا السؤال، فلا بأس، لأن المشكلة الأسوأ ستقع عندما «يسأل» بوش «المعتدلين» العرب عن مدى تعاونهم في «الحرب على الإرهاب». لكن بماذا سيجيب الملوك والأمراء والشيوخ أبناءهم إذا سألوا هل نعدّ كلّ من يدعم المظلومين في فلسطين مجرماً؟