بعدما أنهى محمد و. مدة محكوميته كحدث لمحاولته السرقة، بدأ العمل في مجال صيد السمك وجمع الخرضوات، لكنه لم يصمد طويلاً، إذ رجع بعد ذلك ليعاود أعمال السرقة بالاشتراك مع شابين آخرين، أحمد س. وأحمد م.تمتاز سرقات محمد و. بأنها محصورة المجال ضمن إطار الخرضوات والخردة والقطع الكهربائية. فالسرقة الأولى التي قام بها محمد و. قبل 6 أشهر من القبض عليه، كانت عبارة عن كولاس سيارة عدد 2 مع كربيراتور من أحد محال تصليح السيارات في المنطقة الصناعية. بعد ذلك، سرق مجموعةً من قطع الخردة الحديدية كانت مجمّعة في مصنع للأسقف المستعارة، ليعاود بيعها في ما بعد بـ«الكيلو».
سرقة أخرى تضاف إلى رصيد محمد، لكنه هذه المرة استهدف كابل كهرباء من بناء قيد الإنشاء على طريق رومية، وكابل كهرباء آخر من سطح غرفة كهرباء قديمة في جبيل.
تكللت السرقات السابقة الذكر التي قام بها محمد و. ورفيقاه بالنجاح، حيث كانت تنتهي باقتسام الغلة في ما بينهم بعد بيعها. ويوم 13/05/2004، توجهوا إلى حارة صخر التي وصلوا إليها عند حوالى السادسة صباحاً. هناك دخلوا إلى ملجأ أحد المباني، وسرقوا منه كابل كهرباء وسكيناً منشاراً قديماً ومفك «رنش» وسكر مياه عدد 3 و«بوبين» كهرباء سيارة وبكرة من الألمنيوم وعلبة عدة. تابعوا بعد ذلك سيرهم وبحوزتهم المسروقات، حتى وصلوا إلى منزل بطرس ف. الذي يقع خلف شركة الفيات في المنطقة المذكورة، والذي تجاوره حديقة مسوّرة بحائط بعلو مترين ونصف المتر. وكانت الساعة قد قاربت السابعة والنصف صباحاً. تسلق الشبان الثلاثة الجدار وأخذوا أجهزة إنارة قديمة يقوم صاحب المنزل المذكور بصيانتها لبلدية جونية التي يعمل فيها. وكادت عملية السرقة أن تتم على أكمل وجه لولا الخلاف الذي نشب بين محمد ورفيقيه، على من يحصل منهم على الأجهزة، ما نبّه الجيران الذين أعلموا بدورهم صاحب المنزل المذكور. تمكن الأخير مع بعض الجيران الذين حضروا من الإمساك بمحمد و. فيما فرّ الآخران تاركين كيسين يحتويان على ما كان الثلاثة قد سرقوه من ملجأ البناية في حارة صخر. حضرت بعد ذلك دورية من فصيلة جونية واقتادت المتهم إلى مركزها بعدما ضبطت محتويات الكيسين. اعترف المتهم بالسرقات التي قام بها ودلّهم بعد ذلك على أماكن السرقات التي قام بها مع رفيقيه، حيث سُلِّمَت المسروقات المضبوطة إلى أصحابها.
نفى محمد و. ما نسب إليه من التهم، رغم الاعتراف الذي أدلى به أثناء التحقيق، مشيراً إلى أن اعترافه جاء تحت الضرب، إلا أن المعاون الأول القائم بالتحقيق الأولي لدى المفرزة القضائية نفى تعرض المتهم للضرب أو الإكراه.
محكمة الجنايات في جبل لبنان، الهيئة المؤلفة من الرئيس فيصل حيدر والمستشارَين مارون أبو جودة وغسان معطي، قررت بناءً على ما تقدّم إنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدة ثلاث سنوات بحق محمد و. وتدريكه الرسوم والنفقات.
(الأخبار)