وزّعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بياناً أمس، دعت فيه السلطات السورية إلى الكشف عن مصير زياد واصف رمضان «المحتجز لديها منذ تاريخ 21 تموز 2005» على خلفية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وذكر البيان أن المنظمة كتبت إلى الرئيس السوري بشار الأسد يوم 28 أيار 2009 تسأله عن «مكان احتجاز رمضان وأسبابه»، لكنها لم تتلقّ رداً حتى الآن. وأشارت في بيانها إلى أن رمضان كان زميلاً وصديقاً لأحمد أبو عدس، الذي ظهر في تسجيل فيديو (ادّعى فيه أبو عدس المسؤولية عن الاغتيال) بعد اغتيال الحريري في شباط 2005، وأن الأمن العسكري السوري احتجز رمضان بعدما بادر إلى تسليم نفسه.واستفاضت المنظمة الإنسانية لتؤكد أن لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في اغتيال الحريري زارت رمضان مرتين في السجن، كانت أولاهما أثناء إشراف المحقق ديتليف ميليس، وثانيهما بإشراف المحقق سيرج برامرتس، لكن مكانه وأحواله غير معروفين منذ أيلول 2007، حيث كانت آخر زيارة يسمح بها لأهله. بدورها، قالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»، سارة ليا ويتسن، إن السلطات السورية «تحتجز» زياد رمضان منذ أربعة أعوام تقريباً، «وإذا لم يكن لديهم شيء يخفونه في تحقيق الحريري، فعليهم إخلاء سبيله فوراً، أو نسب الاتهام إليه بارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون».
وفي هذا السياق، افترض مصدر دبلوماسي سوري أن يكون هذا الادعاء «افتراءً وعارياً من الصحة، حيث لا قرائن ولا أدلة تثبت ما قيل»، مطالباً بإبراز أي أدلة، وموضحاً أنه إذا صحّ أمر هذا التوقيف «فقد يكون بسبب أفعال جرمية مختلفة، مثل سرقة أو اختلاس أو ما شاكل». أما مسألة منع الزيارة، فهذا أمر مستغرب «فقضية ميشال كيلو على سبيل المثال تدحض هذه المزاعم، إذ كان يتلقى الزيارات من أهله اعتيادياً، وكانت تصله حاجاته التي يطلبها، مثل الطعام والصحف وغير ذلك».
بيد أن بيان المنظمة أشار إلى أن السلطات السورية «احتجزت رمضان لمدة ستة أشهر على انفراد بمعزل عن العالم الخارجي، قبل أن تسمح لأسرته بمقابلته»، كذلك رفضت «منح أهله حق الزيارة منذ تاريخ 23 أيلول 2007، حيث شاهدوه آخر مرة في فرع فلسطين التابع للأمن العسكري في دمشق». وأضافت المنظمة نقلاً عن أسرة رمضان «أن القضاء السوري لن ينسب إليه اتهامات بأية جرائم». تجدر الإشارة إلى أن زياد رمضان، كان يعمل في لبنان في شركة خاصة، يعمل فيها أبو عدس أيضاً كما ذكر بيان «منظمة حقوق الإنسان»، الذي أشار إلى أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية استجوبته إثر بثّ تسجيل أبو عدس، لكنها أخلت سبيله بعد فترة وجيزة «قبل أن يسلّم نفسه طوعاً لى الأمن السوري».
(الأخبار)