نقولا أبورجيليهزت جريمة قتل المراهق علي شومان سرعين الفوقا والقرى البقاعية المحيطة بها، وتهامس كثيرون بأنها أتت على خلفيات ثأرية، فيما التعقبات والتحقيقات قائمة للبحث عن الفاعلين وتوقيفهم ومحاكمتهم.
وسط أجواء من الحزن، شُيّع أمس علي شومان (15 عاماً) في بلدته سرعين، وهو كان قد قُتل مساء يوم الجمعة الفائت على أيدي عدد من المسلحين في سهل البلدة.
مسؤول أمني أوضح لـ«الأخبار» أن الضحيّة توجه مع اثنين من أشقائه الذين يصغرانه سناً إلى أحد الحقول على متن جرار زراعي، وبوصولهم إلى طريق ترابي فرعي، انهمر عليهم الرصاص من أسلحة حربيّة، مصدرها عدد من الأشخاص كانوا قد أعدوا كميناً لهذه الغاية، نقل على أثرها علي إلى مستشفى رياق العام، وما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجروحه، فيما أصيب شقيقاه بجروح طفيفة جراء تطاير الشظايا من هيكل الجرار الزراعي. فرّ مُطلقو النار إلى جهة مجهولة، ولا تزال القوى الأمنية تقوم بعمليات دهم للقبض علىهم في الأماكن التي يحتمل أن يكونوا قد لجأوا إليها. وباشرت القطعة الإقليميّة التابعة لوحدة الدرك بإجراء التحقيقات اللازمة، بهدف كشف الملابسات، ومتابعة البحث عن الأشخاص الذين شاركوا في نصب الكمين وكل من يظهره التحقيق فاعلاً أو محرضاً، وذلك بناءً على إشارة النيابة العامة الاستئنافية في بعلبك. كذلك كُلفت الأدلة الجنائية بالكشف على الجثة ومكان حصول الحادثة، وكذلك عاين طبيب شرعي الجثة.
كان ذوو القتيل قد رفضوا تسلّم الجثة من المستشفى، إلا بعد إلقاء القبض على الفاعلين وسوقهم إلى القضاء، إلا أنهم عدلوا عن ذلك، بناءً على تدخلات أمنيّة وسياسية وعشائريّة، وعدت جميعها بإعطاء كل ذي حق حقه.
تردد بين أهالي البلدة والقرى المجاورة، أن المشتبه فيهم هم أقارب للقتيل، وأن دوافع الجريمة جاءت على خلفيّة ثأريّة، وتأتي بعد مرور نحو عامين على مقتل هولو شومان. وعلمت «الأخبار» أنه بعد مقتل الأخير قبل نحو سنتين، بذلت أكثر من جهة عائليّة وسياسيّة مساعي لإجراء مصالحة بين أبناء العائلة الواحدة لتدارك حصول الأسوأ، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل.