حلا ماضينسبة التسوّس في لبنان أصبحت من أعلى الدرجات في العالم، وخاصة لدى الأطفال. وقد دقّ نقيب أطباء الأسنان الدكتور أنطوان كرم ناقوس الخطر، وحذّر من أن السلوكيات السيئة هي التي تزيد أمراض الأسنان في بلادنا بشكل كبير، مشدداً على أن إهمال الفجوات في الأسنان يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. وقد عُقد أخيراً مؤتمر حضره عشرات الأطباء من مختلف دول العالم العربي والأوروبي،أُقيم في قصر المؤتمرات ـ الضبية وجرت خلاله مناقشة أسباب تطوّر أمراض الأسنان، واستُعرضت العلاجات الجديدة. الدكتور كرم، والاختصاصيّ في جراحة الفم والأسنان الدكتور علي دهيني تحدثا لـ«الأخبار» عن أمراض وعوارض تزداد نسبتها في لبنان بسبب عوامل وسلوكيات تُسيء إلى صحة الفم والأسنان، في مقدمتها الإهمال وعدم متابعة العلاج وقلة الانتظام في تنظيف الأسنان، واتّباع عادات غذائية غير متوازنة في كمية الفيتامينات، تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات والسكّر مثل: الحلويات ـ المشروبات الغازية، الخبز، العصير. وقال الطبيبان إنه يجري وضع الأسنان والمحافظة عليها على هامش الأمور التي تتعلق بالصحة العامة، رغم الترابط المباشر بين سلامة «الفم والأسنان» وحيوية باقي الأعضاء في الجسم.
النقيب كرم لفت أيضاً إلى أن تسوس الأسنان تتبعه مشكلة «الخرّاجات»، الناتجة من التهابات الفم التي تصيب جذور الأسنان أو اللثة المحيطة بها، والخراج مادة حمضية جداً يقوم بإذابة العظم ويخرج عن طريق اللثة إلى الفم.
نتائج الإهمال لا تقتصر على التسوّس، فكثير من الناس يعانون خلوّ الأضراس في أفواههم. ويلاحظ أطباء الأسنان عدم وجود «تعويضات» ثابتة أو متحركة في الفم لملء الثُّغر، مما يؤدي إلى أوجاع مؤلمة في الفكين، نتيجة لخلع الأضراس باكراً بسبب التسوّس، وانتشار عادة قضم الأسنان والجزّ عليها، مما يضعفها ويؤدي إلى تشويه مظهر الأسنان في الفم، وبقائها صغيرة الحجم حتى مع تقدم العمر.
ويلفت كرم في هذا السياق إلى أن الإهمال في علاج الأسنان يُظهر الفجوات فيها، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، استناداً إلى دراسات عالمية حديثة أجريت في هذا الإطار، على اعتبار أن الفم هو من أكثر الأماكن في الجسم التي تحتوي على البكتيريا، وعند الإصابة بنزف في اللثة نتيجة عدم التقيّد بقواعد نظافة الفم الشخصية، فإنّ هذا الإهمال يساعد مئات الأنواع من البكتيريا على التسلل إلى الفم، مما يسهّل دخولها إلى مجرى الدم.
رغم الأهمية الكبيرة لسلامة الأسنان وتأثيرها على باقي الأعضاء، فإن طبابة الأسنان في لبنان لا تزال خارج الضمان الصحي، وقد لفت كرم إلى أن النقابة تقدمت بمشروع للضمان، لتغطية طبابة الأسنان لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الستة أعوام والاثني عشر عاماً، إلا أن مؤسسة الضمان لا تزال تبحث عن تمويل لهذا الاقتراح.
من جهة ثانية، لا تقل خطورة أمراض الأسنان عن تلك التي تصيب اللثة والفم، كما يشير الاختصاصي في جراحة الفم والأسنان الدكتور علي دهيني، فقد يكون التهاب اللثة حاداً أو مزمناً، نتيجة لحدوث تهيّجات اللثة، وعدم معالجتها فوراً يؤدي إلى تورّمها وتراجعها عن الأسنان، كاشفةً الألياف الضامّة التي تكوّن المغارز الداعمة للأسنان، ويتكوّن الصديد بين الأسنان، وباستفحال المرض تتلف الألياف والعظام المحيطة وتتخلخل الأسنان وقد تتساقط بعد ذلك. أما بالنسبة إلى أكثر أمراض الفم شيوعاً في لبنان، فهي: التهاب الفم القلاعي، والآفات العقبولية التي تخلّف عند الصغار قرحات سطحية ذات قاعدة حمراء، وجفاف الفم، ومرض herpangio الفيروسي الذي يصيب بطريقة رئيسية الأطفال خلال فصل الصيف، والقرحة القلاعية.