تقوم هذه المنهجيّة على دراسة المواد المقررة من ريّاضيّات وعلوم ولغات وفنون، لكن مع تعليم التلاميذ تقنيّة «التأمّل التجاوزي» التي «تطلق الاحتياطي الدفين للدماغ».
تهدف تقنية Transcendental meditation إلى تخفيف الضغط الذي يعانيه الدّماغ بفعل أساليب الحياة العصريّة، وهي معروفة بتقنيّة ماهاراشي، اسم المعلّم الروحاني الهندي.
ماذا يمكن أن تفيد هذه التقنيّة في المدارس؟ يعتقد دينز أنّ ممارسة التلاميذ هذه التقنيّة مرّتين في النّهار لمدّة 15 دقيقة، صباحاً وبعد انتهاء الدّروس، يساهم في تنمية قدرات التلاميذ على الاستيعاب وعلى الإبداع. 15 دقيقة من التأمّل الصباحي تجعل الطلّاب أنشط إذاً! رغم أنّ الفكرة قد تبدو مضحكةً للوهلة الأولى، إلّا أن دينز يثبت نظريّته بمنهجية منطقيّة.
ينطلق دينز من فكرة عامّة وصحيحة، إذ تعاني منها كلّ المؤسسات التربويّة: المنهجيّات الحديثة في التربية تركّز على كميّة المعلومات المكتسبة بدل التركيز على كيفيّة تلقّيها، وعلى قدرة المتلقّي أي التلميذ أو الطالب على تعلّمها وفهمها.
تكون النتيجة أن يخرج الطالب من المدرسة وهو لا يزال جاهلاً العديد من المعلومات.
أهميّة تطبيق التأمّل التجاوزي في المدارس هو في تعويد التلميذ على التفكير بهدوء، عوض ردود الفعل المعرفيّة الميكانيكيّة التي يروّض عليها منذ الصفوف الصغيرة.
من جهة ثانية، التأمّل التجاوزي هو محاولة للعودة إلى وحدة الأفكار وأصولها، ففي الوقت الذي تزداد التخصّصات الفرعيّة في كلّ أنواع العلوم، يحاول متبنّو هذه المنهجيّة أن يصبح لدى التلميذ وحدة فكريّة ومعرفيّة تمكنّه من التصرّف بحكمة في كلّ المواقف، حتّى ولو لم يكن قد تعلّم ذلك في المدرسة. فالتقنيّة التي يجري تعلّمها على سبع جلسات تعلّم الطالب كيف يبعث الهدوء والسكينة في موجات الأفكار المتضاربة التي تعبث برأسه. النتيجة؟ «يصبح المراهقون أقلّ عنفاً وأكثر إيجابيّة في التعامل مع السلطات المدرسيّة، إذ يصبحون قادرين على التحكّم بغضبهم» يقول دينز.
فكرةٌ قد تنجح في بثّ الهدوء في المدارس، لكنّ دينز يطمح إلى أكثر من ذلك، إذ يعتقد أنّ تطبيق هذه التقنيّة على بضعة آلاف في العالم سيخفف من دائرة العنف ليس فقط في المدارس، بل في العالم كلّه حيث ستتراجع الحروب!
ليست يوغا
![](/sites/default/files/old/images/p23_20081110_pic1.jpg)
علامة تجارية
![](/sites/default/files/old/images/p23_20081110_pic1.jpg)