الإحصاءات التي أجراها البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، تبيّن أن هذا المرض لم يعد محصوراً بالفئات التي تُعدّ «أكثر تعرضاً»، أي العاملين في صناعة الجنس والمتاجرة به.
54.7% مثلاً من المصابين في لبنان يقيمون علاقات مع الجنس الآخر، 17.9% منهم من النساء و51.5% من المصابين هم من الفئة العمرية التي تقع بين 31 و50 عاماً. نضيف إلى ذلك أن دراسات ميدانية قامت بها بعض اللجان التابعة لبرنامج مكافحة السيدا في لبنان أظهرت أن 62% من الشبان والشابات أقاموا علاقتهم الجنسية الأولى قبل سن العشرين وأن 31% من عينة يبلغ عدد أفرادها 3200 شخص وتتراوح أعمارهم بين 15 و49 يقيمون علاقات جنسية بدون ارتباط الزواج وأن 84% منهم لم يستعملوا الواقي الذكري، رغم أن 87.3% من االمستطلعين يدركون أنه من أحد طرق الوقاية من السيدا. كما أظهرت الإحصاءات أن 24.2% من الرجال المتزوجين يقيمون علاقات جنسية منتظمة أو عابرة خارج إطار الزواج، وأن 7.4% من النساء المتزوجات يفعلن المثل.
من جهة ثانية، تؤكد تقديرات منظمة العمل العالمية أن 10% فقط من المصابين بالسيدا حول العالم يدركون إصابتهم بالفيروس. في لبنان مراكز أقامها البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، وهي منتشرة في جميع المناطق اللبنانية، وتقدّم المشورة والفحص الطوعي بسريّة تامة. كما أنها تقدّم نتائج الفحص خلال 15 دقيقة بعد أخذ عيّنة الدم. يعمل أفراد هذه المراكز وفقاً لقَسم السرّية ويُعاقبون في حال إفشائهم معلومات متعلقة بالمستفيدين. تحظى هذه المراكز بدعم البرنامج الوطني وتؤيدها معظم الجمعيات المشاركة من المجتمع الأهلي والمدني، وهذه الأمور تضمن استمرارية الخدمة وعدم انقطاع المواد اللازمة. تقدم هذه المراكز أيضاً مجموعة من الخدمات الأخرى التي تجنّب المستفيد حرج الوصمة والتمييز الاجتماعيين.
![](/sites/default/files/old/images/p23_20081201_pic1.jpg)
يشدد الأطباء على أن الكشف المبكر عن الإيدز يسمح للعلاجات المتوافرة بضبط المرض وتداعياته لأطول فترة ممكنة، ويساهم في تفادي السلوك الذي قد يعرّض الأزواج والزوجات للإصابة بالمرض
![](/sites/default/files/old/images/p23_20081201_pic1.jpg)
يكون فيروس السيدا بكثافة مختلفة في جميع سوائل جسم المصاب، ولكنه ينتقل عبر الدم والإفرازات الجنسية لدى الرجل والمرأة وحليب الرضاعة، ولا ينتقل عبر اللعاب والبول والعرق والدمع