سناء صفوانكأنك لم تترك قريتك البعيدة أبداً، على مداخل بيروت يعيدك الديكور القديم لمطعم ومقهى «سويت كافيه»، يذكرك بصور قديمة عن بيوت الجدات.
المكان صار ملتقى لكثير، وهو يقع في جادة السيد هادي نصر الله، في ضاحية بيروت الجنوبية.
عند دخولك إلى هذا المطعم ستعتقد للوهلة الأولى أنك أخطأت في العنوان.
سيبدو وكأنك دخلت إلى إحدى القرى اللبنانية الصغيرة، بدلاً من ارتياد المطعم، ولكن سرعان ما ستكتشف أنك في المكان الصحيح، وذلك بعد رؤية صور لفواكه وبعض الأطعمة في إحدى الزوايا من المطعم.
بعد التقدم خطوات قليلة تستقبلك مجموعة رجال لبنانيين في أزياء قديمة، إنهم ببساطة شخوص لوحات كبيرة وقديمة باللونين الأبيض والأسود موزعة على قسم من جدران المطعم.
أما الجزء الآخر فتكسوه الأحجار العتيقة التي تزدان بلوحات خشبية قديمة لسلاح M1، وهو أول سلاح استخدمه أجدادنا في معاركهم ضد الفرنسيين خلال فترة الانتداب.
تتدلى من السقف مجموعة من القناديل المضيئة الملونة والدوالي البلاستيكية. ولا بد من الإشارة إلى أن الشبابيك تأخذ شكل القناطر الجميلة.
في «سويت كافيه» تشعر كأنك انفصلت عن العالم الخارجي، عتبة الباب تنقلك من ضجيج المدينة وإيقاعها المتسارع، إلى جو غاية في الهدوء، هنا ستستسلم للراحة، قد تنسى أنك لا تبعد عن بيروت إلا خطوات قليلة، ستعتقد أنك اقتربت مجدداً من الريف.
قد تحتار قليلاً في اختيار المكان الذي ستركن إليه، إذ يمكن تقسيم مكان الجلوس في «سويت كافيه» إلى نوعين: طاولات وكراس خشبية... أو جلسات عربية أو ما يسمى بالديوان.
وعند اختيار مكان الجلوس يدنو منك نادل مرحّباً بك، يسلمك قائمة الطعام التي تتصدرها عبارة «أنت ببيتك».
يقدم المطعم جميع أنواع المأكولات بأسعار مقبولة تناسب كل الميزانيات وبخدمة سريعة، يقدم المازة اللبنانية والسندويشات المنوعة، لبنانية وتركية وأميركية، إضافة إلى الحلويات.
يزور المطعم رواد من مختلف الفئات العمرية: العائلة التي تتألف من الأب والأم والأولاد ستجد فيه مكاناً يوفر لهم الراحة والأكل اللذيذ.
كما أن الشباب والشابات الذين «يعشقون» النارجيلة سيجدون في الجلسات العربية أفضل مكان للاستمتاع بها، لأنهم سيشعرون كما لو أنهم يجلسون في منازلهم.
صندوق المحارم وصحون السجائر عتيقة أيضاً. كما أن الأطباق التي يقدم بها الطعام فخارية قديمة كتلك التي كان القرويون يستعملونها.
لم تغفل إدارة المطعم الاهتمام بالأولاد أيضاً، حيث خصصت لهم غرفة خاصة بالألعاب المتنوعة والأراجيح.
قلّما تجد الأولاد يجلسون مع أهلهم حول طاولة الطعام، فما إن تطأ أقدامهم أرض المطعم حتى يتوجهون مباشرة إلى تلك الغرفة، حيث المجال مفتوح أمامهم للعب والمرح مجاناً.
تقع غرفة ألعاب الأطفال في مكان بعيد نسبياً عن أماكن الطاولات حتى لا تصل إليها الأصوات التي يصدرونها.