![](/sites/default/files/old/images/p14_20100625_pic2.jpg)
تستغرق عملية التقطير حوالى خمس ساعات. تبدأ بتنظيف العشبة وغسلها جيداً وتنشيفها في الهواء. عملية يجب أن تتمّ قبل أن يمرّ أربع وعشرون ساعة على قطف النبتة، حتى لا تذبل أوراقها. تغمر الأوراق (ومعها الأغصان بحسب النبتة) بالماء في طنجرة أولى تغطيها طنجرة ثانية توضع فوقها، ويحكم إغلاق ثغرات الهواء بين الطنجرتين بعجينة. يوضع الماء البارد في الطنجرة العليا، وكلما سخن يجب تغييره عبر صرفه من خلال ثقب صغير في جانب الطنجرة موصول بأنبوب.
تتمّ عملية الغلي في الطبقة السفلى على نار هادئة في وقت تكون الأوراق معزولة عن البخار من خلال قطعة معدن توضع في نصف الطنجرة. يتصاعد البخار، أو خلاصة النبات العطري الذي يغلي، ليكوّن في الجزء الأعلى من الطنجرة سائلاً ينساب عبر أنبوب صغير موصول إلى جانب الطنجرة. هنا، تجمّع السيدة رندة عليق «الإسانس» في وعاء ستانلس، تحرّك السائل باستمرار حتى يتكاثف، ثم تنقله إلى زجاجات صغيرة تُترَك في الشمس بعد إغلاقها لمدة سبعة أيام حتى تتفاعل المواد في داخلها، وتتكوّن في أعلى كل زجاجة طبقة خفيفة تكون مسؤولة عن حفظ المادة المقطرة لأكثر من سنتين.
وترتبط جودة المادة المقطّرة بكثافتها، فالسائل الذي ينتج من عملية التقطير وهي لا تزال في بداياتها يكون «باب أول»، لأنه يكون الأكثر كثافة ويكون الأغلى والأجود. تدريجياً مع استمرار الغلي، تبدأ كثافة هذا السائل بالتناقص، حتى تنتج عملية التقطير في النهاية سائلاً خفيفاً كالمياه، لأن الأوراق تكون قد خسرت جميع المواد المفيدة في حينها. فغلي الأعشاب لمدة طويلة يخسرها من فوائدها الغذائية.
مايا...